نقل تقرير اعلامي نشر في لندن امس عن مسؤولين عسكريين اميركيين ان الولاياتالمتحدة ستباشر تحريك 50 الفاً من قوات المشاة للانضمام الى عدد مماثل قرب الحدود العراقية - الكويتية في اطار الاستعداد لحرب محتملة على العراق، فيما كشف تقرير آخر ان الاممالمتحدة تهيئ وكالاتها لحرب في العراق ستشرد 900 الف شخص. وفي موازاة ذلك، كشفت الاستخبارات الاميركية وثيقة جاء فيها ان الرئيس صدام حسين كان يخطط لهجوم بيولوجي خلال حرب الخليج. في مقابل ذلك، اعلنت المانيا انها ترفض المساهمة مالياً في الحرب على العراق، فيما جددت فرنسا دعمها لعملية التفتيش عن الاسلحة في العراق. لندن، برلين، واشنطن، باريس، الدوحة، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في عددها امس ان وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون لمحت الى انها ستبدأ تحريك عدد ضخم من القوات والمعدات العسكرية الى الخليج، فيما يستعرض الجيش الاميركي قوته قرب الحدود العراقية - الكويتية في اكبر قوة عسكرية في المنطقة منذ حرب الخليج في العام 1991. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البنتاغون قولهم ان الاسابيع المقبلة ستشهد مزيداً من تحريك القوات والمعدات في المنطقة، بما في ذلك 50 الفاً من المشاة في الايام الاولى من السنة الجديدة. وبذلك يتضاعف عدد القوات الاميركية المتمركزة في اماكن يقع العراق ضمن مرمى نيرانها. الى ذلك، اكدت الناطقة الاعلامية باسم السفارة الاميركية في قطر، ان معظم العسكريين الذين شاركوا في مناورات "نظرة من الداخل" في الدوحة والتي ادرجت في اطار الاستعداد للحرب في العراق، غادروا قطر بعد انتهائها في 17الجاري، وان من بقي منهم في قاعدة السيلية قرب الدوحة "يعدون بالعشرات وهم يشرفون على صيانة المعدات". وشارك حوالى 600 عسكري اميركي و400 بريطاني في تمرين "نظرة من الداخل" الذي نظمته القيادة المركزية الاميركية واشرف عليه قائد القوات الاميركية في الخليج الجنرال تومي فرانكس من 9 الى 17 الجاري. وفي واشنطن، اظهرت وثيقة نزعت عنها اخيراً "وكالة الاستخبارات المركزية" الاميركية سي اي ايه صفة السرية، ان الرئيس صدام حسين كان يخطط سراً لاستخدام اسلحة بيولوجية في بداية حرب الخليج لكنه منع من ذلك بعد اسقاط طائرات استطلاع مشاركة في العملية. ولم تكشف الوثيقة التي يعود تاريخها الى العام 1992 والتي نشرتها نهاية الاسبوع الماضي محفوظات الامن القومي هيئة ابحاث الاماكن المستهدفة او المادة البيولوجية التي كانت ستستخدم. لكن الباحثين في هذه الهيئة يعتبرون ان العملية كانت تستهدف اسرائيل على الارجح. واشنطن: مرحلة نهائية الى ذلك، قال مسؤول اميركي ان حملة تجريد الرئيس العراقي من اسلحة الدمار الشامل دخلت مرحلتها النهائية. وكرر ناطق باسم البيت الابيض بيانات سابقة لكبار المسؤولين في واشنطن، وقال ان العراق في ما يبدو "لم يختر الخيار الاستراتيجي" للتخلص من اسلحة الدمار الشامل، مضيفاً "في الوقت الذي لم نفقد فيه الامل في نزع سلاح العراق من خلال الاممالمتحدة ندخل الآن المرحلة النهائية في كيفية اجبار صدام حسين على نزع السلاح". وكان عامر السعدي، وهو من كبار مستشاري الرئيس العراقي صدام حسين، أعلن في مؤتمر صحافي في بغداد أول من أمس ان عمليات التفتيش التي قام بها مفتشو الاممالمتحدة طوال الاسابيع الأربعة الماضية اظهرت ان المزاعم الاميركية والبريطانية عن امتلاك العراق اسلحة دمار شامل ما هي الا "اكاذيب لا اساس لها". المنظمات الانسانية تستعد للحرب واعلن مسؤولو الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة أمس ان هذه الوكالات خزنت كميات اضافية من الاغذية والادوية والتجهيزات، ودعت الاطراف المانحة الى تقديم مساعدات مالية، تحسباً لحرب اميركية ضد العراق. وصرح الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين، رون ردمون ان "التخزين المسبق للاحتياجات يدخل في اطار خططنا لمواجهة الاوضاع الطارئة وبالتالي هذا ما نفعله" في ما يخص العراق. واكد ان وكالات الاممالمتحدة "تقوم بتقدير الاحتياجات الانسانية المطلوبة في حال تدخل عسكري في العراق كما هي الحال في المناطق الساخنة" في العالم. واوضح انه ينبغي الاستعداد لمواجهة اي نقص في الاغذية والمخاطر الصحية التي قد تنشأ في العراق وكذلك لمواجهة "نزوح كثيف" داخل البلاد او للاجئين يفرون من مناطق المعارك. ويتم العمل على اساس عدة سيناريوهات بما فيه استخدام اسلحة كيماوية وجرثومية. وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية ذكرت امس نقلا عن "وثائق داخلية" سرية ان الاممالمتحدة تعد مؤسساتها لحرب في العراق، خصوصا لمعارك عنيفة حول بغداد تتوقع ان تؤدي الى تشريد 900 الف شخص. وجاء في هذه "الوثائق الداخلية" ان المعارك الاكثر عنفاً ستدور حول بغداد ولن تصل عملياً الى شمال العراق الذي يسيطر عليه الاكراد. وان عودة الهدوء الى جنوبالعراق الشيعي تتطلب شهراً على الاقل بعد اندلاع الحرب كي يتمكن عمال منظمات الاغاثة من التوجه الى هناك. واوضحت الصحيفة ان "الاممالمتحدة تتوقع ان يحترم العراق كلياً قرار مجلس الامن وان لا تقع نتيجة لذلك أزمة انسانية" مضيفة ان "الوكالات التابعة للامم المتحدة تستعد مع ذلك لكل الاحتمالات". واشارت الى ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان "يحاول ان يبقي هذه الاستعدادات سرية كي لا يعتقد العراق بأن عمليات التفتيش عن الاسلحة لا قيمة لها". من جهة اخرى، اعلن اسقف مدينة يورك البريطانية ديفيد هوب، الرجل الثاني في الكنيسة البريطانية، عن الحرب ضد العراق انه "من الممكن ان يكون من الضروري اللجوء الى الحرب كوسيلة اخيرة". وقال في تصريح لشبكة الاخبار البريطانية "سكاي نيوز"، "عندي كره شديد وحتى متجذر للحرب والصراعات... لكن يجب ان أقر بأن الطبيعة الانسانية تستطيع في بعض الحالات ان تكون سيئة وتؤثر سلباً على قوى شيطانية وطاغية". موضحاً انه "يجب مواجهتها". ألمانيا: لن نساهم مالياً وفي باريس أعرب مسوول فرنسي عن رغبة بلاده مجدداً في نجاح عملية التفتيش عن الاسلحة العراقية التي تقوم بها الاممالمتحدة لتجنب نزاع في العراق. وقال سكرتير الدولة للشؤون الخارجية رينو موزيلييه في تصريح لاذاعة "راديو جي": "اذا انتهك قرار الاممالمتحدة الرقم 1441 فإنه يجب العودة الى الاممالمتحدة وهو ما لا يطابق بالضرورة الموقف الاميركي اليوم. هناك اذن هامش مناورة". واضاف ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول "ينطق باسم الولاياتالمتحدة ونحن نعتبر ان الوحيد الذي يمكنه التحدث باسم الاممالمتحدة هو كبير مفتشي الاسلحة للامم المتحدة هانس بليكس او الاممالمتحدة" نفسها. وفي اطار التمويل المالي للحرب، قال وزير المال الالماني هانس آيشل في مقابلة نشرتها صحيفة "بيلد تسايتونغ" امس، "من الواضح تماماً اننا لن نساهم في اي دعم مالي لحرب ضد العراق". واضاف ان اي حرب يمكن ان تؤدي الى نفقات امنية اكبر بالنسبة الى الحكومة الالمانية وقد يكون لها اثر سلبي ايضاً على النمو الاقتصادي. واعتبر ان حرباً محتملة في العراق ستشكل "خطراً كبيراً" على النمو العالمي المترنح اساساً. وقال "لا يمكن لاحد ان يتوقع ما ستكون عليه عواقب حرب مماثلة على الاقتصاد العالمي وبالطبع على المانيا ايضاً، خصوصاً على صعيد النمو واسعار النفط". القاهرة: نعمل على تجنب الضربة وفي القاهرة قال وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر إن بلاده تبذل جهوداً كبيرة لتجنب توجيه ضربة عسكرية للعراق، وأضاف: "نعمل وسنعمل على تجنب توجيه ضربة للعراق"، مشيراً الى أن التحرك المصري في هذا الشأن "يتم على ثلاثة محاور أساسية: الأول مع العراق نفسه منذ قبوله عودة المفتشين وتشجيعه على استمرار التعاون معهم. والثاني مع الولاياتالمتحدة والدول الأخرى بهدف تأكيد ضرورة التحرك في اطار مجلس الأمن واحترام الشرعية الدولية وعدم اتخاذ خطوات انفرادية. والثالث مع الاممالمتحدة والمفتشين"، مشيراً الى "أننا طالبناهم بالتصرف بحيدة وموضوعية وعدم الاستفزاز" متطوعون اجانب لحماية المنشآت الحيوية وأعلن العراق انه سيستقبل قريباً اول مجموعة من المتطوعين العرب والاوروبيين على استعداد لاستخدامهم دروعاً بشرية في المنشآت الحيوية للعراق في حال شن الولاياتالمتحدة هجوماً عسكرياً. وقال سعد قاسم حمودي، الامين العام لمؤتمر القوى الشعبية العربية: "نستقبل قريباً المجموعة الاولى من المتطوعين الراغبين في العمل دروعاً بشرية"، موضحاً: "سيوزع هؤلاء على المنشآت الحيوية والاستراتيجية في كل المحافظاتالعراقية"، مضيفاً: "نتوقع متطوعين حتى من الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية. انه رد فعل عربي ودولي عملي على الحشد العسكري العدائي في الخليج والدول المجاورة".