ذكرت صحف محلية أن عملية التمشيط الواسعة التي تقوم بها وحدات تابعة للجيش الجزائري في المرتفعات الجبلية بين ولايات البويرة وتيزي وزو وبومرداس شرق العاصمة تهدف إلى مطاردة مجموعة إسلامية مسلحة تسللت أخيراً من شرق البلاد وفي صفوفها يمني ينشط ضمن تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وأوضحت صحيفتا "الخبر" و"لكسبرسيون" ان المجموعة المسلحة قدمت إلى المنطقة من ولاية بسكرة 600 كلم جنوب شرقي الجزائر موفدة من "أمير" المنطقة الشرقية لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عبدالرزاق البارا بهدف ضمان إتصال الموفد اليمني مع أمير الجماعة حسان حطاب للترتيب لإعادة تنظيم العمل المسلح وفق أسس حددها أسامة بن لادن. لكن مصدراً أمنياً جزائرياً بارزاً نفى في إتصال مع "الحياة" أن تكون أجهزة الأمن سجلت نشاط عنصر ثان من تنظيم "القاعدة" بعد مقتل اليمني عماد عبدالواحد علوان أحمد المدعو "أبو محمد اليمني" والذي قدمته السلطات الجزائرية على أساس أنه مسؤول تنظيم "القاعدة" في منطقة المغرب العربي والساحل الإفريقي. وأفادت صحف محلية أن تنظيم "القاعدة" يهدف من خلال موفده الجديد، كما زعمت، الى إعادة تشكيل قواعده الخلفية في منطقة المغرب العربي والساحل الإفريقي. لكنها تكتمت عن تقديم إسم هذا الناشط الذي قالت أنه كان يعمل مساعداً ل"أبو محمد اليمني" الذي قتلته قوات الأمن في مدينة مروانة شرق الجزائر في 12 أيلول سبتمبر الماضي. وذكرت الصحف المحلية أن الناشط اليمني الجديد رُصد خلال مروره في المنطقة الغابية في فاص المتاخمة لمدينة القادرية ولاية البويرة، 120 كلم شرق العاصمة. وأثناء تمشيط هذه الغابة تسللت المجموعة إلى غابة ماتوسة مروراً بأولاد بودخان وصولاً إلى سيدي علي بوناب في ولاية تيزي وزو حيث بدأت قوات الأمن عملية تمشيط واسعة، وما زالت العملية متواصلة حتى الآن. وكانت "الحياة" نقلت في حزيران يونيو الماضي عن مصدر أمني بارز تأكيده تسلل عضو ناشط في "القاعدة" من اليمن إلى الأراضي الجزائرية عبر الصحراء للإشراف على وحدة الجماعات المسلحة تحت لواء جماعة حطاب. إلى ذلك، قال وزير إصلاح السجون الجزائرية السيد عبد القادر صلاة ان الحكومة اتخذت سلسلة من الإجراءات الجديدة بهدف تحسين وضع المساجين. وأعلن خلال زيارته سجوناً في ولاية البليدة 50 كلم جنوب العاصمة قراراً بوضع هواتف داخل زنزانات تضم أشخاصاً محكومين بالإعدام، فضلاً عن إطلاق السجناء المرضى لإعتبارات إنسانية. على صعيد آخر، حجزت الجمارك الجزائرية، مساء السبت، في ميناء العاصمة 26 حاوية كانت تضم كحولاً مهربة قدرتها أوساط جمركية بنحو مليون زجاجة كحول جاءت إلى الجزائر من المكسيك عبر ميناء مالطا. وأفيد ان السلع التي قدرت قيمتها المالية بنحو 500 بليون سنتيم جزائري صُرّح بها على أساس أنها زيت قصب موجه الى بعض الصناعات مثل الخل، قبل أن يكتشف ان الأمر يتعلق بتصريح كاذب. وأثبتت التحاليل المخبرية ان الأمر يتعلق بمواد كحولية صنعت بعيداً عن المقاييس الدولية.