عرض العراق استقبال ضباط من الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي، كي يدلوا مفتشي الأسلحة على المواقع المتشبه فيها، فيما جدد الرئيس صدام حسين تأكيد ان بلاده لا تملك أسلحة دمار شامل. وقال انه قبل بعودة المفتشين احتراماً للعالم الذي "بدا مغيباً وفي وضع ضعيف". في غضون ذلك، واصلت واشنطن ولندن تشديد ضغوطهما على العراق، وكشف مصدر في وزارة الدفاع البريطانية ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تخططان لعملية انزال برمائية كبيرة للاستيلاء على مدينة البصرة، كمرحلة أولى في الحرب المحتملة على العراق. وأوضح ان المناقشات بهذا الشأن "بلغت مرحلة متقدمة" راجع ص3 و4. ودعت مستشارة الأمن القومي الاميركي كوندوليزا رايس الى جعل عمليات التفتيش اكثر فاعلية، وزيادة عدد المفتشين الى 250 - 300 لتمكينهم من زيارات متزامنة لمجموعة واسعة من المواقع في العراق. وأعلن رئيس أركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز الذي غادر الكويت، ان البنتاغون ينوي تجنيد منشقين عراقيين وتدريبهم ليكونوا جزءاً من جيش العراق في المستقبل، في حين افادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان عناصر من "سي اي ايه" يعملون منذ اسابيع في شمال العراق، تمهيداً لهجوم اميركي، ورجح محمد باقر الحكيم، رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق، تنفيذه منتصف شباط فبراير. وقال لوكالة "فرانس برس": "ليس هناك ما يدعو الى تأخير" الهجوم. وفي مواجهة التهديدات الاميركية بالحرب، اكد العراق استعداده لاستقبال عرب وأجانب تطوعوا لتشكيل "دروع بشرية" في المواقع والمؤسسات "الحساسة" التي يمكن ان تستهدفها الحرب. وجددت موسكو امس معارضتها الحرب، معتبرة انها ستكون "ضد المصالح القومية الروسية". وقال وزير الخارجية ايغور ايفانوف في حديث الى المحطة الأولى في التلفزيون الروسي ان بلاده لا تعتزم المشاركة في مثل هذه الحملة، ولو شنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا حرباً على العراق بحجة انه لا يلتزم التعاون مع المفتشين. واضاف ان "أهم الأمور هو التحقق من عدم امتلاك العراق اسلحة دمار شامل"، مؤكداً ان "كل الاهداف الاخرى ستكون ضد مصالحنا". وعززت اسرائيل استعداداتها لمواجهة احتمال اندلاع حرب على العراق، وافادت صحيفة "هآرتس" ان نهاية الشهر الجاري قد تشهد تدريبات اميركية - اسرائيلية بمشاركة حوالى الف جندي اميركي يتوقع وصولهم الى تل ابيب "لاختبار التشكيلات الارضية المضادة للطائرات وللصواريخ البالستية". وذكرت مصادر اسرائيلية ان واشنطن تدرس امكان نقل سفارتها من تل ابيب الى مدينة ايلات موقتاً، ضمن استعداداتها للحرب على العراق، وتحسباً لاحتمال قصفها. الى ذلك، اكد اللواء عامر السعدي احد مستشاري الرئيس العراقي، في مؤتمر صحافي امس انه لم تبق لدى العراق وثائق يقدمها للامم المتحدة حول برامجه العسكرية. واضاف: "لا نمانع في ان تأتي الاستخبارات الاميركية مع فرق التفتيش لتدلها على الاماكن التي تدّعي وجود شيء فيها". وزاد ان رئيس لجنة التفتيش هانس بليكس قدم طلباً رسمياً "كي نعد لائحة بأسماء العلماء العراقيين في شكل معين ومحدد قبل نهاية هذه السنة، وسنقدمها. ونعتقد انهم في معظم القضايا يريدون القيام بالمقابلات هنا في شكل خاص، من دون حضور الجانب العراقي، لا اعتراض لدينا". واشار الى انه اذا كان الامر "يتعلق بمغادرة العراق" لاستجواب العلماء في الخارج، "هناك الكثير من المطبّات والمشكلات التي تتخلل هذه العملية، وسنعبر ذلك الجسر عندما نصل اليه".