تبدأ القمة الخليجية الثالثة والعشرون اعمالها اليوم في الدوحة وسط اجواء تشير الى انها ستكون قمة "عادية" من دون قرارات مهمة سواء على صعيد التعاون الخليجي وتعزيز مسيرة العمل المشترك ام على صعيد اتخاذ مواقف جديدة وتاريخية بالنسبة الى الاوضاع في المنطقة والعالم العربي، وخصوصاً الوضعين في العراق والاراضي الفلسطينية. ووصف عضو وفد مشارك القمة بأنها ستكون "قمة تصريف الاعمال". ورأى مراقبون ان غياب ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عن هذه القمة وعدم اهتمام وسائل الاعلام السعودية بها جرياً على عادتها في مثل هذه القمم، يؤكد ان الانطباع العام السائد بأن قمة الدوحة ستكون "عادية" وستتجنب القرارات او المواقف "الصعبة". ويذكر ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يمثل المملكة في القمة. فعلى صعيد الوضع في العراق وما يجرى من ترتيبات عسكرية اميركية وغير عسكرية لتغيير النظام هناك وهو الموضوع الاهم الذي يشغل المنطقة والعالم العربي حالياً، وبالتالي هو الموضوع السياسي الاهم المطروح على جدول اعمال قمة الدوحة، فإن مصادر الوفود المشاركة لا تتوقع ان تخرج القمة بموقف يختلف عن مواقف سابقة اعلنتها دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً في الاجتماع الوزاري الخليجي الذي عُقد في جدة في ايلول سبتمبر الماضي، وذكر مصدر خليجي ان الموقف من العراق "سيؤكد التمسك بقرار مجلس الامن الرقم 1441 لتجنيب الشعب العراقي مخاطر اندلاع حرب جديدة مع الاشارة الى قرار قمة بيروت العربية الذي يرفض توجيه ضربة عسكرية لأي دولة عربية بما فيها العراق وسيؤكد الموقف الخليجي في هذا الشأن على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسلامة اراضيه". ولا يتوقع ان يشار الى قرار قمة بيروت العربية - وفق ما تريده الكويت - انطلاقاً من ان "حكومة بغداد خرقت قرارات القمة التي نصت على تعهد عراقي باحترام سيادة الكويت وأمنها بالرسالة التي وجهها الرئىس صدام حسين اخيراً الى الكويت والتي قيل انها رسالة "اعتذار". في حين يرى الموقف الكويتي انها حملت تهديدات وتعتبر تدخلاً واضحاً في الشؤون الداخلية". وفي هذا الصدد اعد الوفد الكويتي للقمة ورقة عرضها مساء امس وزير الدولة للشؤون الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح على نظرائه الذين اجتمعوا في الدوحة لوضع اللمسات النهائية للملفات والقضايا التي ستطرح على جدول اعمال قادتهم. والصيغة المقترحة في شأن الموضوع العراقي في مشروع البيان الختامي المعد للقمة هي كما وصفها مصدر خليجي بأنها "صيغة عامة تجنب الدول الاعضاء الاختلاف في ما بينها على موقف لا تستطيعه". فكيف تستطيع القمة الخليجية رفض الحرب على العراق بينما على بعد نصف ساعة بالسيارة من مكان عقدها تقع قاعدة "العديد" التي تحتوي مركز القيادة الاميركية التي ستقود الحرب ضد العراق وعلى بعد عشرات الكيلومترات وفي قاعدة "الجفير" البحرية في المنامة يقع مركز قيادة الاسطول الاميركي الخامس الذي تنطلق من سفنه الطائرات باتجاه العراق. الاوضاع الفلسطينية وبالنسبة الى الاوضاع في الاراضي الفلسطينية لا يتوقع ان تخرج القمة بموقف يختلف عن المواقف الخليجية المعروفة بادانة العدوان والاحتلال الاسرائىلي وتأييد الفلسطينيين وصمودهم في مواجهة العدوان. ولكن من المتوقع ان تؤكد الدول الخليجية ضرورة التمسك بمبادرة ولي العهد السعودي التي اصبحت مبادرة عربية للسلام في المنطقة مع الاشارة الى المقترحات التي تتضمنها المبادرة الدولية المعروفة ب"خريطة الطريق". التعاون المشترك وعلى صعيد التعاون الخليجي المشترك تشير مشاريع القرارات والتوصيات المقترحة للقمة الى انها لا تتضمن شيئاً جديداً مهماً. فتطبيق التعرفة الجمركية الموحدة قرار اتخذته قمم سابقة واتخذت خلال الشهور الاثني عشر الماضية كل الخطوات لتطبيقها اعتباراً من اول العام المقبل. كذلك هناك قرارات وتوصيات وزارية مرفوعة الى القمة وتتعلق بخطوات تنفيذ استراتيجيات التعاون المشترك على الصعيدين العسكري والامني وغيرهما. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون عقدوا جلستي عمل أمس في الدوحة لاستكمال جدول اعمال القمة ومشاريع القرارات، خصصت الاولى بعد الظهر لقرارات التعاون الخليجي المشترك، اما الجلسة الثانية التي اقتصرت على الوزراء فعقدت مساء وخصصت للمواضيع السياسية. ومن المقرر ان يفتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ظهر اليوم اعمال القمة التي يحضرها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان والشيخ مكتوم بن راشد نائب رئيس دولة الامارات حاكم دبي والشيخ صباح الأحمد الصباح القائم بأعمال رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ممثلاً للمملكة السعودية.