انقرة، نيويورك - "الحياة"، رويترز - بعث زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش امس برسالة الى كوفي انان الامين العام للامم المتحدة، معرباً فيها عن رغبته في الدخول في محادثات في شأن الخطة الدولية لإعادة توحيد جزيرة قبرص. وجاء الاعلان عن هذه الرسالة في نيويورك، بعد مواقف تصعيدية مناهضة للخطة عبر عنها دنكطاش في تصريحات أدلى بها بعد "غيبوبة" استمرت اسبوعين فرضها عليه المرض. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة ستيفان دوياريتش: "وصلت الرسالة من زعيم القبارصة الأتراك لتوها وتجري دراستها بعمق. لكن من الواضح في الرسالة ان السيد دنكطاش مستعد للتفاوض على اساس الاقتراح" الذي قدمه انان. وكان دنكطاش، الذي اخضع في نيويورك لسلسلة عمليات في القلب، اعتبر في مقابلة مع شبكة "أن تي في" التركية امس، ان المشروع الوارد في مسودة الاممالمتحدة لتوحيد قبرص "مخز" و"غير مقبول"، مشيراً الى أنه سيقدم يوم الجمعة المقبل الى الأمين العام للأمم المتحدة مذكرة يسرد فيها نقاط اعتراضه على ما جاء في المسودة، طالباً إدخال تعديلات عليها. ولم تنج حكومة "العدالة والتنمية" من انتقادات دنكطاش الذي غمز من قناتها لدى استقباله وزير الخارجية التركي يشار ياكش الذي فشل في اقناعه بقبول مسودة الحل التي وضعها انان. ووجه دنكطاش كلامه الى الحكومة التركية الجديدة قائلاً: "إن مسألة بدأت قبل 40 عاماً لا يمكن ان تغير انقرة موقفها منها بين يوم وليلة، واذا كان بعضهم يريد ان يغير موقفه فإن عليه ان يخبرنا مبكراً". واللافت ان موقف دنكطاش ترافق مع تظاهرة ضمت خمسة آلاف قبرصي تركي شمال نيقوسيا، طالبوا بقبول خطة الاممالمتحدة. وردد المتظاهرون، ومن بينهم مدرسون ومعلمون وعمال وموظفون، هتافات ورد فيها: "لا يمكن عرقلة الحل في قبرص. لقد حان الاوان للحل". وأعرب المتظاهرون عن تأييدهم لحكومة "العدالة والتنمية" التركية وموقف زعيم الحزب من القضية القبرصية. ومعلوم ان دنكطاش محسوب على التيار التركي التقليدي المتشدد ازاء تقديم تنازلات الى القبارصة اليونانيين والاتحاد الاوروبي، فيما اعتمد حزب العدالة والتنمية موقفاً اكثر تساهلاً آملاً باقناع الاتحاد الاوروبي بقبول عضوية تركيا. راجع ص 7. وهدد الاتحاد الاوروبي بأنه في حال لم يتوصل الطرفان القبرصيان الى حل للمسألة القبرصية قبل قمة كوبنهاغن، فإنه سيقبل عضوية قبرص ممثلة بالجانب اليوناني مما يعني تقسيم الجزيرة فعلياً وتلاشي احلام تركيا بعد ذلك بدخول الاتحاد وبدء صراع جديد على قبرص بين انقرة والاتحاد كاملاً، ما يضع حزب العدالة والتنمية في موقف حرج.