قبل اسبوع من انتهاء مهلة حددها مجلس الأمن لبغداد كي تقدم بيانات كاملة عن برامج الأسلحة المحظورة، كثفت طائرات اميركية وبريطانية غاراتها، وأعلن العراق انها استهدفت امس مواقع في جنوبه وأدت الى مقتل أربعة أشخاص وسقوط 27 جريحاً. راجع ص2 و3 و4 وكان شهود تحدثوا عن استهداف شركة نفط في مدينة البصرة، في حين اتسع الجدل في الولاياتالمتحدة حول تقديرات كلفة الحرب المحتملة على العراق، وهي تصل الى تريليون دولار تشمل الأضرار الاقتصادية. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" في بغداد أنها ترجح تقديم البيانات المتعلقة ببرامج التسلح في غضون يومين، أي قبل عطلة عيد الفطر، في وقت اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان هناك ضوءاً للعراق "في نهاية النفق" اذا واصل تعاونه مع المفتشين. واذ استبعدت القاهرة عقد قمة عربية استثنائية تخصص لأزمة العراق والأوضاع في فلسطين، اعتبرت الدوحة ان خطر الحرب لم يتبدد، ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ما يتردد عن تأجيل القمة العربية العادية المقررة في آذار مارس بأنه "افتراء"، في حين اكدت الامارات مجدداً مساندتها أي مبادرة لتفادي ويلات حرب جديدة. وكان البارز امس في الحملة الايرانية على الخطط الاميركية لشن هجوم على العراق، قول هاشمي رفسنجاني ان "لا أحد يستطيع ضمان الأمن في الخليج الفارسي من دون موافقة ايران". ورأى ان الحل هو "تخلي اميركا عن سياستها العدائية. هي تريد شراء النفط ونحن نريد بيعه". في بغداد أذيع ان طائرات غربية قصفت "منشآت خدمات واخرى مدنية في محافظاتالبصرة وذي قار والكوت"، فقتل أربعة مواطنين وجرح سبعة وعشرون. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في شركة نفطية في مدينة البصرة ان طائرات استهدفت المكاتب الادارية للشركة، فيما اشار أحد الموظفين الى مقتل عاملين، مؤكداً ان الغارة لم تطاول المنشآت النفطية. وجاء في بيان للقيادة المركزية الاميركية ان القصف الجوي طاول "منشآت للدفاع الجوي قرب البصرة رداً على استهداف المضادات العراقية طائرات التحالف". وتزامن تكثيف الغارات الاميركية - البريطانية مع تفتيش خبراء لجنة "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية هيئة الطيران الزراعي العراقية في منطقة خان بني سعد، ومنشأة ابن فرناس التابعة لوزارة التصنيع العسكري في منطقة الراشدية والتي تنتج مواد كهربائية، وكذلك منشأة القدس التابعة للوزارة. وتوقع مراقبون توسيع عمليات التفتيش بعد عطلة عيد الفطر، فيما اكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان العراق أوشك على استكمال بيانات برامج التسلح والتي يجب ان يقدمها بحلول الثامن من الشهر الجاري، بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 1441.