واصل أمس مفتشو الأسلحة الدوليون عملياتهم في العراق حيث تفقدت فرق تابعة للجنة الأممالمتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش (أنموفيك) للمرة الثانية شركة النصر العظيم الحكومية التي كانت تعرف في السابق باسم شركة الصناعات الهندسية الثقيلة وتقع في منطقة الدورة جنوبي العراق.وتوجه فريق متخصص في العلوم الحيوية إلى مصنع لإنتاج الكحول الصناعي في الزعفرانية ببغداد، في حين غادرت مجموعة إدارية إلى الموصل الواقعة على مسافة 400 كم شمالي بغداد لتأسيس مقر لخبراء الأسلحة في كردستان العراق.وأكد رئيس هيئة الرقابة الوطنية العراقية اللواء حسام محمد أمين أمس الأول أن عمليات التفتيش لم تعثر على أي أدلة بشأن الأسلحة المحظورة. وأضاف أن المفتشين في المقابل تحققوا من أن كل المعلومات التي سلمتها بغداد للأمم المتحدة صحيحة ودقيقة. مقتل 3 عراقيين وقد استؤنفت عمليات التفتيش بعد مقتل ثلاثة عراقيين إثر غارات شنتها طائرات أمريكية وبريطانية أمس على منشآت مدنية وخدمية جنوبي العراق، وأسفر القصف أيضا عن جرح 16 شخصا. وقال ناطق عسكري عراقي إن الطائرات هاجمت منشآت في محافظتي البصرة وذي قار وإن القوة الصاروخية والمقاومات الأرضية العراقية تصدت لها وأجبرتها على الفرار إلى قواعدها في الكويت. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أكدت في وقت سابق عمليات القصف قائلة إنها استهدفت مركزا للاتصال جنوبي العراق ردا على هجمات عراقية, وأوضحت أن الطائرات استخدمت أسلحة دقيقة التصويب ضد منشآت لقيادة ومراقبة الاتصالات. ولم تأت على ذكر وقوع ضحايا أو خسائر في الجانب العراقي. مظاهرات شعبية وعلى صعيد الاحتجاجات على الحرب المحتملة ضد العراق تظاهر حوالي ألف ناشط ينتمون إلى منظمات يسارية أمس في مرسيليا جنوبي فرنسا منددين بالسياسة الأمريكية حيال العراق. وقد نظمت هذه التظاهرة قبل يوم من رسو حاملة الطائرات الأمريكية (USS ترومان) التي تقل خمسة آلاف بحار بالمدينة الساحلية في طريقها إلى شرق البحر المتوسط. ورفع متظاهرون شعارات معادية للأمريكيين مثل (أيها الجنود الأمريكيون عودوا إلى بلادكم) و(لن تحصل فيتنام وهيروشيما جديدة) وشعارات ضد التدخل العسكري, كما ندد بعض المتظاهرين بغطرسة بوش. وفي وسط مرسيليا صادف المتظاهرون مرور مجموعة من جنود المارينز فرددوا (بوش قاتل)، وسارعت قوى الأمن إلى التدخل لمنع حصول أي مواجهة. وفي أنقرة أصدرت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي بيانا غير ملزم يعارض الحرب على العراق ويرفض دخول تركيا فيها، مؤكدا أنها تمثل جريمة بحق الإنسانية. وقال البيان إن مخاوف اللجنة من هذه الحرب يجب أن تكون على النساء والأطفال الأبرياء الذين حرموا من الغذاء والدواء الأساسي سنوات في ظل الحظر على العراق والذين سيعانون من ظروفا أسوأ إذا وقعت الحرب. وجاء بيان اللجنة غير الملزم في وقت اجتمع فيه رئيس الوزراء عبد الله غل بالقادة العسكريين لمناقشة ما ينبغي أن تساهم به أنقرة في أي هجوم على العراق. كما تزامن البيان مع زيارة سيقوم بها مسؤولون أمريكيون لإجراء محادثات مع مسؤولين بالحكومة التركية في أنقرة أمس الجمعة.