كراكاس، لندن، نيويورك - أ ف ب - دخل الاضراب العام الذي دعت اليه المعارضة الفنزويلية يومه السابع عشر امس، من دون اي مؤشر الى انفراج قريب، فيما كشف الرئيس هوغو شافيز عن انه يتخوف من اغتياله، ما "يمكن ان يفجر حرباً اهلية". وفي المقابل، اتهم معارضو شافيز الجيش بالانحياز الى جانبه. ونصحت بريطانيا رعاياها بعدم السفر الى فنزويلا بسبب التوتر السياسي المتزايد في هذه الدولة الاميركية اللاتينية، فيما اعتبر السفير الاميركي في كراكاس تشارلز شابيرو ان الازمة في فنزويلا تزداد خطورة يوماً بعد يوم، مؤكداً ضرورة التوصل الى حل تفاوضي بين حكومة شافيز والمعارضة، مؤكداً ان القرار الذي تبنته منظمة الدول الاميركية في هذا الشأن، تقدم "بالغ الاهمية". وجدد الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان التأكيد على "دعمه التام" للوساطة التي تقوم بها منظمة الدول الاميركية بشخص سيزار غافيريا من اجل حل الازمة الفنزويلية. ونقل عنه الناطق باسمه قوله ان "هذه المحادثات فرصة لا يجوز تفويتها من اجل ايجاد حل سلمي". وأضاف الناطق ان الامين العام "الح على الحكومة وعلى المعارضة كي يتعاونا في شكل جدي مع الجهود التي يبذلها غافيريا، وتحاشي القيام بتصرفات من شأنها ان تؤثر في الحياة الطبيعية في فنزويلا". ومع دخول الاضراب يومه السابع عشر، اخذت المعارضة الفنزويلية على الجيش انحيازه الى جانب شافيز عندما اعلنت قيادته تصميمها على مشاركة العسكريين في جهود الحكومة لعدم وقف انتاج النفط. وقال كارلوس اورتيغا زعيم الاتحاد العمالي في فنزويلا ان موقف الجيش "يتعارض مع روحية المؤسسة العسكرية، وهو يعتبر منحازاً تماماً لخطاب الحزب الحاكم". وأضاف ان الجيش "لم يعد مؤسسة مهنية تعمل لخدمة الامة، بل اصبح مؤسسة تعمل لخدمة قطاع سياسي". وكان قائد القوات البرية الجنرال خوليو غارسيا مونتويا وصف الاضراب بأنه عمل "تخريبي" وأعلن تعبئة "افضل الطاقات" لدى الجيش لاعادة العمل في القطاع النفطي". ونزل انصار المعارضة الى الشوارع مجدداً امس، وقطعوا الطرق التي تصل العاصمة بالأرياف، في اطار مطالبتهم المستمرة باستقالة شافيز. شافيز وأعرب شافيز في حديث لصحيفة "لوموند" الفرنسية عن تخوفه من اغتياله، ما "يمكن ان يفجر حرباً اهلية". وأوضح انه يرفض الانتخابات المبكرة التي تطالب بها المعارضة "لأن الدستور لا ينص على ذلك". لكنه اكد انه يقبل ب"مبدأ الاستفتاء على بقائه او عزله اعتباراً من آب اغسطس 2003" بحسب ما ينص عليه الدستور. وبرر الرئيس الفنزويلي دعوته مؤيديه الى التعبير عن دعمهم له في الشوارع قائلاً: "في مواجهة تصرفات معارضة انقلابية وفاشية لا استطيع ان اقف مكتوف الايدي واجد نفسي مضطراً للدعوة الى التعبئة الشعبية". وأضاف: "أنا رئيس دولة لكنني ايضاً زعيم ومسؤول عن مشروع سياسي".