كرر الرئيس السوري بشار الأسد رفض بلاده ضرب العراق مهما كان السبب، داعياً إلى التنسيق بين الدول الاقليمية الرئيسية لمعالجة مضاعفات أي حرب محتملة ضد العراق. وشدد في الوقت نفسه على رفض أي مبادرة سلام في الشرق الأوسط لا تنطلق من مرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية التي أُقرت في قمة بيروت قبل أشهر. وكان الأسد يتحدث صباح أمس في لقاء خاص ضم عدداً محدوداً من الصحافيين العرب قبل أن ينهي زيارته الرسمية لبريطانيا والتي اختتمها بمحادثات مع وزير الدفاع البريطاني جيفري هون تناولت "المسائل الدفاعية ذات الاهتمام المشترك". وأكد أن سورية لن تشارك في أي حرب ضد العراق، داعياً إلى تنفيذ القرارات الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن الرقم 1441 "بأقل قدر من الخسائر أو بأفضل الآثار الايجابية". وأعرب الأسد عن ارتياحه لموقف العراق "الايجابي والمتعاون". وكشف عن وجود تنسيق ومتابعة مع المسؤولين العراقيين، قائلاً: "قلنا لهم أن يستمروا في هذا النهج وألا يهتموا لأي استفزاز". وأضاف: "اننا مع تنفيذ القرار 1441 لمنع الحرب بالتعاون مع الاخوة في بغداد". وفي ما يتعلق بمؤتمر المعارضة العراقية الذي عقد في لندن الأسبوع الماضي، قال الرئيس السوري: "إن أي شيء لا ينطلق من الداخل لا نؤيده، وأي عمل لتسويق الضربة العسكرية نرفضه". وحذّر من أن الذين سيحدثون تغييراً من الخارج "لن يكونوا أصدقاء ولن يسمح لهم بإقامة علاقة مع الآخرين ولن يتمكنوا من إقامة علاقات سوية مع العرب". واعتبر الأسد أن مبادرة "خريطة الطريق" واجتماعات اللجنة الرباعية مصيرها الفشل "لأنها لا تأخذ في الاعتبار أساس المشكلة وقواعد المفاوضات السلمية"، وأكد "أن المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت بشكل غير مسبوق تثبت جدية العرب وهي أساس المفاوضات… ولكن الإسرائيليين أحبطوها". وأجرى الرئيس السوري أمس في باريس في طريق عودته إلى دمشق محادثات مع نظيره الفرنسي جاك شيراك، تناولت الأزمة العراقية والوضع في الشرق الأوسط وعقدت استثنائياً في قصر مارينيي للضيافة، بسبب انشغال قصر الإليزيه الرئاسي بحفلة خاصة بعيد الميلاد. ولم يدل الأسد عقب اللقاء الذي استمر ساعة وربع ساعة وجمع الرئيسين بمفردهما بأي تصريح فيما خرج شيراك من القصر مودعاً نظيره السوري ورافقه حتى سيارته، وطلب منه ألا يتردد بالاتصال به هاتفياً. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا إن شيراك أكد للأسد مجدداً أن سورية انتقت الخيار الصحيح بتصويتها على القرار 1441 في شأن العراق. وأضافت أن الرئيسين عبّرا عن قلقهما حيال الوضع في الشرق الأوسط، وأن شيراك أكد "أن على الأسرة الدولية التحرك وعدم الاستسلام". وأضافت أنه أبدى اهتماماً كبيراً باجتماع اللجنة الرباعية في 10 الشهر الجاري في واشنطن، مشدداً على ضرورة توجيه رسائل إيجابية إلى الأطراف المعنية ومذكراً بأن الاتحاد الأوروبي أيد تبني "خريطة الطريق".