يصل الرئىس الفرنسي جاك شيراك مساء اليوم الجمعة الى بيروت في ثالث زيارة لها منذ توليه منصبه عام 1995، لتدشين مقر السفارة الفرنسية في "قصر الصنوبر" الذي دُمّر خلال الحرب اللبنانية. وكان وزير الخارجية الفرنسية السابق ألان جوبيه اعطى عام 1993 تعليمات لإعادة بنائه ابان ولاية السفير السابق في لبنان جان بيار لافون الذي أدى دوراً اساسياً في الاصرار على الحصول على اموال من الخارجية الفرنسية لهذا الغرض. وعندما تولى الرئىس شيراك منصبه اعطى دفعة جديدة لهذه المهمة التي تابعها السفير الفرنسي الحالي دانيال جوانو. وقالت الناطقة الرسمية باسم قصر الاليزيه كاترين كولونا "ان تدشين الرئىس الفرنسي هذه السفارة يهدف الى تأكيد وفاء فرنسا لوجودها في لبنان ووفائها لجميع الذين قتلوا من اجل ابقاء رمز الوجود والصداقة الفرنسية في لبنان اي قصر الصنوبر". وأضافت "ان تدشين قصر الصنوبر هو بمثابة بادرة سياسية حقيقية من الرئىس الفرنسي لأن لفرنسا علاقة خاصة عاطفية وسياسية بلبنان". وترافق الرئيس الفرنسي في زيارته زوجته برناديت وابنته كلود ووزير الخارجية هوبير فيديرين والوزير المسؤول عن الصناعة لدى وزارة الاقتصاد والمال كريستيان بييري. ويصل رئىس الحكومة الفرنسي السابق ألان جوبيه، وهو الان رئيس بلدية بوردو، وزوجته ايزابيل مساء غد السبت للمشاركة في مؤتمر رؤساء البلديات الفرنكوفونية الذي يعقد بعد غد الاحد في بيروت في حضور رئىس الشرف لجمعية رؤساء البلدية الفرنكوفونية الرئىس شيراك. ويعقد شيراك لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة الياس الهراوي ونبيه بري ورفيق الحريري غداً السبت ويقيم رئىس الجمهورية غداء عمل على شرفه في قصر بعبدا، فيما يقيم رئيس الحكومة مأدبة عشاء. ويدشّن شيراك السفارة الفرنسية حيث سيقيم وعائلته مساء قبل عشاء الحريري وبعد زيارة المتحف الوطني. ومن المتوقع ان يلقي خطاباً في قصر الصنوبر في حضور شخصيات لبنانية منها جميع القادة الروحيين الذين دعاهم السفير جوانو، وقد يلتقيهم شيراك على هامش حفلة الاستقبال، ومنهم البطريرك نصرالله صفير في حال لبّى دعوة السفارة. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان خطاب شيراك سيركّز على مبادئ السياسة الفرنسية المعروفة التي كان اكّدها في خطابه الاول في البرلمان اللبناني معيداً تأكيده سيادة لبنان واستقلاله وثقته به وبإعادة اعماره واستمرار التزام فرنسا الاقتصادي حياله من خلال مشاريع شجّعها شيراك ومنها مدرسة الشؤون الادارية التي دشّنها قبل عامين، وسيعيد تأكيد موقف فرنسا من القرار الدولي الرقم 425 ويعتبر ان تطبيقه يجب ألا يكون مقترناً بشروط وسيثير موضوع مسيرة السلام وقلقه الكبير حيالها. وذكرت المصادر ان الرئىس الفرنسي يرى "ان مسيرة السلام في وضع بالغ الخطورة وتواجه خطر الموت اذا لم تنجح الولاياتالمتحدة في حمل اسرائيل على القبول باقتراحها بالنسبة الى الانسحاب من الاراضي الفلسطينية، وهو اقتراح يعتبر الحد الأدنى بالنسبة الى اطار اوسلو. وقد أيّدته كل الدول الصناعية الثمانية الكبرى والاتحاد الاوروبي". وقالت كولونا ان الاقتراح المصري - الفرنسي عقد مؤتمر لانقاذ السلام "محاولة لإعطاء دفعة جديدة لهذا السلام المهدد والذي قد يموت اذا استمر المأزق. لا يمكن الوقوف مكتوفين فهو اقتراح هدفه انقاذ مسيرة السلام من الموت لأن فرنسا وأوروبا لا تريدان ان تموت مسيرة السلام، وهذا ما سيؤكده الرئيس شيراك في كل محادثاته". الى ذلك، وصل الى بيروت الاربعاء الماضي مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا جان كلود كوسران آتياً من دمشق حيث التقى الرئىس السوري حافظ الاسد برغبة من الرئىس الفرنسي ووزير خارجيته، اللذين أصرّا على وضعه في صورة محادثات القمة الصناعية في برمنغهام، وهو يعد لزيارة الأسد لفرنسا منتصف تموز يوليو المقبل. وكانت الزيارة ايضاً مناسبة لوضع الرئيس السوري في صورة زيارة الرئيس الفرنسي شيراك لبيروت في اطار حرص الاخير على ابقاء الحوار المستمر مع النظام السوري والتأكيد له ان فرنسا لن تطعن سورية في الظهر. ويشارك كوسران في زيارة الرئىس شيراك ووزير خارجيته لبيروت. كذلك توجه السفير اللبناني ناجي ابي عاصي امس الى لبنان للإعداد للزيارة. ويغادر شيراك بيروت بعد ظهر الاحد بعد افتتاحه مقر السفارة.