تعلن الولاياتالمتحدة اليوم تقويمها السلبي لملف الأسلحة العراقية من دون ان يعني ذلك شن الحرب فوراً. واستبق الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير التقويم الأول للملف في مجلس الأمن وإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الى المجلس بأن "العراق لم يخرق القرار 1441 مادياً" فأعربا عن قلقهما وشكهما بصدقية الوثائق العراقية. وفي حين طرحت مصادر فرنسية تساؤلات عن التقرير العراقي مشددة على ضرورة بقاء الحل في اطار الأممالمتحدة، تجاهلت الصين وروسيا موقف واشنطنولندن السلبي ودعتا الى التركيز على دور المفتشين الأساسي في تقويم التقرير. في غضون ذلك، واصلت بريطانيا استعداداتها العسكرية فأرسلت قطعاً بحرية الى الخليج، وأعلنت تركيا رسمياً للمرة الأولى أن جيشها يجري مناورات تحسباً للحرب. وأعلن بلير ان بريطانيا ستعلن تقويمها الرسمي للملف العراقي "بعد عيد الميلاد"، لكنه شدد على ان الوثيقة "تثير شكوكاً" كثيرة. وقال الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر امس ان بوش "قلق من الثغرات" في ملف الأسلحة العراقي. وعقد اجتماعاً مع كبار مساعديه للبحث في اعلان ان العراق خرق القرار 1441 مادياً. وصرح مسؤولون اميركيون بأن صدور اي اعلان لا يعني بدء الحرب فوراً. واكد فلايشر ان واشنطن "ستستمر في مواصلة نهجها التشاوري في التعامل مع هذه القضية". وواصلت لندن اعداد آلة الحرب ببطء لكن بخطى ثابتة تحسباً للحرب. لكنها استمرت في تأكيدها ان العمل العسكري "ليس وشيكاً ولا حتمياً". وقال ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية امس ان مجموعة سفن تابعة للبحرية تضم حاملة الطائرات "آرك رويال" وسفناً عدة مرافقة ستتوجه في كانون الثاني يناير للمشاركة في مناورات في الخليج والمحيط الهندي. ورداً على سؤال عما اذا كان نشر هذه القطع مرتبطاً باحتمال شن هجوم على العراق، قال: "نحن نستعد لأي طارئ". وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية مطلعة ان التقرير العراقي عن تسلّحه المكوّن من 12 ألف صفحة يحمل بعض الأسئلة والشكوك. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان "انموفيك" ووكالة الطاقة ستقدّمان تقويماً أولياً لمجلس الأمن عن فحوى هذا التقرير. وأضافت انه في حال كانت هناك أسئلة عن مضمونه فإنه يعود الى فريق المفتشين ووكالة الطاقة الذرية أمر التدقيق لتوضيح هذه الأسئلة. واعتبرت كولونا انه "من المهم جداً بنظر فرنسا ان تتحقق "انموفيك" ووكالة الطاقة الذرية من ذلك لأن فرنسا قالت دائماً ان هناك مشكلة في التسلّح العراقي، ولكنها أبدت رغبة دائمة في حلّ هذه المشكلة في اطار الأممالمتحدة". وأوضحت: "ان هذا الخط هو الذي حكم كل عمل فرنسا منذ أيلول سبتمبر الماضي وانه يبقى سارياً حتى الآن". وذكرت ان الحرب ليست حتمية لكنه يتوجّب على العراق ان يتعاون كلياً، وان أي خرق يقدم عليه ينبغي ان يحقق به". سورية وأعادت سورية العضو العربي الوحيد في مجلس الامن، الوثائق الى لجنة الرصد والتحقق والتفتيش انموفيك عشية عقد المجلس جلسة مغلقة للاستماع الى تقويم من رئيسها هانز بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وجاء الموقف السوري احتجاجاً على تسليم الدول المنتخبة في مجلس الامن نسخاً منقحة من الملف فيما لدى الدول الخمس الدائمة العضوية النصوص الكاملة. وقال السفير السوري ميخائيل وهبه: "لا نريد الوثائق ما لم نتسلم نسخة كاملة… واعادة الوثائق يأتي انسجاماً مع موقفنا". وعلّق سفير الصين، وانغ ينغفان، في تصريح الى "الحياة" على مواقف الادارة الاميركية والحكومة البريطانية ان الاعلانات ناقصة، فقال ان التقويم الاميركي البريطاني موضع شك. واضاف: "اننا في حاجة الى تفتيش جيد لإثبات كل شيء. التقويم يجب ان يأتي من "انموفيك" والوكالة الدولية". وتبنى السفير الروسي سيرغي لافروف الموقف ذاته. وسيبلغ البرادعي الاممالمتحدة ان العراق "لم يخرق القرار 1441 مادياً" لكن المفتشين في حاجة الى وقت اكثر لاثبات ان العراق لا يملك اسلحة محظورة. وقال البرادعي: "ليس في العراق اي جديد بالنسبة الى الاسلحة ان ما شاهدناه خلال مهماتنا هو ما شاهدناه سابقاً".