لعب الجمل دوراً كبيراً في الحياة العربية القديمة سواء في الحرب أم في السلم، وهو عنصر أساسي في حياة الصحراء يتوافق تماماً مع طبيعتها، ولعب دوراً في تشجيع الإنسان على سكن الصحراء، إذ اعتمد عليه منذ آلاف السنين في كثير من أموره المعيشية. ويعتقد الباحثون أن حضرموت في اليمن هي المنطقة التي تم فيها استئناس الجمل الذي يعود منشأه الى أميركا الشمالية، وعاش هناك نحو 40 مليون سنة، هاجر بعدها إلى المناطق الأخرى في العالم، وانقرض من المنطقة التي نشأ فيها. ومَرَّ الجمل بمراحل تطور كثيرة حتى وصل إلى شكله اليوم. استُخدمت الجمال على مدى آلاف السنين كوسيلة لتنقل الإنسان ونقل البضائع. غير أن النظر إليها على أنها مجرد "سفن الصحراء" هو انتقاص من قدرها الحقيقي. فمن وبرها تُنسج البُسط، والخيام، والملابس، ومن جلودها تُصنع القِرَب، ويُحرق بعرها كوقود، وهي مصدر ممتاز للحوم والألبان في بقاع يصعب فيها إنتاج الغذاء. في العالم ما يقارب من 15 مليون جمل، منها نحو 12 مليوناً في افريقيا. ويبلغ عدد الجمال التي تم حصرها في دولة الإمارات العربية بحسب إحصاءات العام الماضي نحو 220 ألف جمل منها 189 ألف أنثى. ويشمل العدد 157 ألف ناقة حلوب تنتج نحو 34 ألف طن من الحليب وتنتج من البقية نحو 13 ألف طن من اللحوم. وثمة أكثر من 15 ألف جمل مخصصة للسباقات التي تقام بصورة دورية في جميع مدن الإمارات. وارتبطت قصص وأمثال أهل المنطقة بوقائع لها صلة بحياة الجمال توارثتها الأجيال في المنطقة. ويترك الجمل إنطباعات إيجابية وسلبية لدى الناس. يحتوي حليب النوق على نسبة كبيرة من الفيتامينات الذاتية والبروتينات. وعرف البدو هذا الحليب، وهو لا يزال يحافظ على قيمته لدى سكان الامارات ليس فقط كغذاء وانما كدواء حقيقي للكثير من الامراض ويفيد الصحة والبنية القوية وقوة العظام والاسنان. وتبدأ النوق في ادرار الحليب بعد الولادة مباشرة وتستمر فترة الادرار ما بين 8 و9 الى 18 شهراً. ويهتم أهل البادية، منذ القدم، اهتماماً واضحاً بإبلهم، ولا تزال للجمال التي كانت لها أمجاد في حياة البادية مكانة خاصة في منطقة الخليج، إذ تشهد مدينة بني ياس في دولة الإمارات العربية المتحدة كل سنة في آذار مارس مسابقة فريدة من نوعها لملكات الجمال وملوكه من بين النوق والجمال. ولم تبدل الثروة من تعلق أهالي المنطقة بالجمال حيث لا تزال الإبل تستحوذ على ركن خاص إلى جانب السيارات الفارهة في بعض القصور والفيلات المنتشرة في المدن، إضافة إلى الأماكن الخاصة التي تربى فيها وتقدم لها رعاية خاصة. يذكر ان للإبل ألواناً عدة تتميز بها، فالبعير الأحمر: هو الذي لم يخالط حمرته شيء، البعير الأورق: أسود يخالط سواده بياض، البعير الأدهم: اشتدت ورقته حتى يذهب البياض الذي فيه، والناقة الجرشية : حمراء، البعير الأشكل: يخالط سواده حمرة أو غبرة، المغض: البيض من الإبل الخالصة البياض، الأدم : الشديد السمرة ، وقيل: الأبيض فإن خالطته حمرة فهو أصهب، الأعيس: الذي خالط بياضه شقرة، الأكهب: من الكهبة وهي غبرة مشربة سواداً، الهجان: البيضاء الخالصة اللون، الأخضر: الذي اغبر حتى يضرب إلى الخضرة، الأحوى: الذي خالط خضرته سواد وصفرة، الأكلف: الشديد الحمرة يخلط حمرته سواد ليس بخالص، الأحسب: الذي في سواده حمرة أو بياض، الأمغر: في وجهه حمرة مع بياض صافٍ، الأسمر: الذي يضرب إلى البياض في شهبة.