شن رئيس الوزراء المفوض وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد أمس هجوماً قوياً على النظام العراقي على خلفية الخطاب الأخير للرئيس صدام حسين في السابع من الشهر الجاري والذي خص به الشعب الكويتي، واستبعد الشيخ صباح بتاتاً أي فرصة لعلاقات طبيعية مع عراق صدام حسين، وقال إنه يدعو الله "أن يلتئم الشعب العراقي مع قيادة مخلصة تمكنه من ممارسة حقه الطبيعي في العيش الكريم"، ووصف الخطاب بأنه "انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن"، وأنه "مليء بالافتراءات والأكاذيب والتبريرات الواهية، وزاخر بالبذاءات"، مشدداً على أن الاعتذار الوارد في الخطاب "لا يمكن أخذه على محمل الجد". وتساءل الشيخ صباح خلال بيان ألقاه أمام مجلس الأمة البرلمان، في جلسة خاصة عقدت أمس للرد على الخطاب: "كيف لنا أن نثق بهذا النظام وأن نقيم معه علاقات حسن جوار وهو النظام القائم على العدوانية تجاه شعبه وجيرانه والعالم أجمع؟"، واعتبر أن خطاب صدام "تنصل واضح من قرارات القمة العربية في بيروت، لا سيما في ما يتصل بادعاءات النيات السلمية للحكومة العراقية تجاه الكويت"، وان الخطاب "عكس استمرار النظام العراقي في مخططاته ونياته العدوانية والتوسعية"، عندما "كرر الافتراءات والمزاعم الباطلة في تبرير جريمة غزوه الغادر لدولة الكويت". وتشير العبارات القوية في بيان الشيخ صباح إلى تخلي الكويت الكامل عن اللغة الإعلامية الهادئة التي تبنتها في السنوات الأخيرة تجاه العراق بناء على نصائح عربية وخليجية، خصوصاً بعد قمة بيروت، وإلى يأس الشيخ صباح - وهو راسم السياسة الخارجية الكويتية - من الحصول على أي مكاسب من خلال التهدئة مع بغداد. ودافع الشيخ صباح عن وجود القوات الأميركية والغربية في الكويت بناءً على الاتفاقات الدفاعية التي وقعتها الكويت، وقال: "لم يكن ثمة مبرر لوجود هذه القوات قبل جريمة غزوه صدام الآثم للكويت". وسخر من اتهام خطاب الرئيس العراقيالكويت التآمر على العراق قبل عام 1990، وقال إن الجنرال شوارتزكوف عندما زار الكويت عام 1989 "كان ذلك خلال زيارة له إلى دول المنطقة شملت العراق نفسه ولمناسبة توليه مهمات عمله قائداً للقيادة المركزية الأميركية"، وأكد "تمسك الكويت بالاتفاقات الدفاعية وضرورة تفعيلها لأن النظام العراقي ما زال على غيه مهدداً بالعدوان والتوسع…". ورفض الشيخ صباح صيغة الاعتذار التي قدمها خطاب صدام، وقال: "ما ورد في الخطاب حول الاعتذار لا يمكن أخذه على محمل الجد، فالاعتذار ليس مجرد كلمة عابرة يقولها مسؤول عن جريمة اقترفها ويحاول التنصل منها في الخطاب ذاته بادعاءات وأكاذيب وتبريرات واهية ودعوات تحريضية لخلق الفتنة والشقاق". وتابع ان "الاعتذار الصحيح هو وقفة صادقة مع النفس وإقرار بالحقائق واعتراف واضح بجريمة نكراء بشعة وممارسات يندى لها الجبين بحق بلد جار وشعب شقيق …، الاعتذار الصادق هو موقف حر يتطلب تسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية ويستهدف زرع بذور الثقة والنيات الحسنة، وتجاوز الانتصارات الوهمية التي يتباهى بها ويحتفل بذكراها". وتحدث خلال جلسة أمس عشرات من النواب، فهاجموا النظام العراقي، وانتقد بعضهم جامعة الدول العربية لطريقة تعاملها مع خطاب صدام، وهاجموا خصوصاً أمينها العام عمرو موسى. وقال النائب مسلم البراك عنه: "اعتقد أنه صدامي الهوى وله رغبة أكيدة في نصرة النظام العراقي…"، وخاطب الحكومة قائلاً: "كفانا مجاملات سياسية، فما أوصلنا إلى الغزو العراقي عام 1990 إلا المجاملات ثم نحن نعود إليها الآن…".