سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحدث في خطابه عن "دولتين" و"وقف الاستيطان" وفلسطين ديموقراطية . باول يدعو الى قيادة فلسطينية "جديدة ومختلفة" والعرب يطالبونه بتركيز جهوده على انهاء الصراع
اشادت دول عربية بمضمون المبادرة التي اعلنها وزير الخارجية الاميركي كولن باول للنهوض بالديموقراطية وفتح الاسواق في الشرق الاوسط، الا انها دعت الولاياتالمتحدة الى تركيز جهودها لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وتجنب ما يخشون ان يكون حربا مدمرة مع العراق. وكان باول تحدث عن برنامج يتكلف 29 مليون دولار سنويا تنفق على تشجيع الاصلاح الديموقراطي والتعليم الليبرالي والمشاركة السياسية وجماعات المجتمع المدني. لكنه في الوقت نفسه دعا الى تغيير القيادة الفلسطينية من اجل السلام. القدسالمحتلة، واشنطن، القاهرة، الدوحة، المنامة - "الحياة، أ ف ب، رويترز، ق ن ا - اكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان السلام في الشرق الاوسط يمر عبر "قيادة جديدة ومختلفة" للفلسطينيين، مجددا ضمنا رغبة الولاياتالمتحدة بابعاد الرئيس ياسر عرفات عن السلطة. وقال في الخطاب الذي اعلن فيه برنامجا اميركيا للمساعدة على اجراء اصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية في الشرق الاوسط، ان "السلام يتطلب من الفلسطينيين قيادة جديدة ومختلفة ومؤسسات جديدة ونهاية للارهاب والعنف"، مضيفا: "فيما سيحرز الفلسطينيون تقدما في هذا الاتجاه، سيكون على اسرائيل ان تقدم ايضا على خيارات صعبة، خصوصا لوضع حد لكل نشاطات بناء المستوطنات" في الاراضي الفلسطينية. واعلن باول ان واشنطن ما زالت تؤيد انشاء دولتين، فلسطينية واسرائيلية، تعيشان "بأمن جنبا الى جنب"، و"اقامة فلسطين ديموقراطية تملك مقومات الاستمرار، في 2005 اذا كان ذلك ممكنا". واشار الى ان اللجنة الرباعية الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة التي تجتمع في 20 كانون الاول ديسمبر على المستوى الوزاري في واشنطن لمناقشة "خريطة الطريق" الهادفة الى ايجاد حل للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، "جاهدة في العمل" على هذا الملف. واعرب عن "امله" في ان يتمكن المشاركون في هذا الاجتماع من لقاء الرئيس جورج بوش على هامش اللقاء. من جهة اخرى، اعتبر باول ان المبادرة الاميركية للشراكة مع الشرق الاوسط "استمرار وتعميق لالتزامنا منذ وقت طويل بالعمل مع كل شعوب الشرق الاوسط لتحسين ظروف معيشتهم اليومية ومساعدتهم على مواجهة المستقبل بالامل"، نافيا ان تكون لها صلة بالعداء الذي تلقاه السياسة الاميركية والذي خرج الى النور بعد هجمات 11 من ايلول سبتمبر عام 2001 على الولاياتالمتحدة. غير ان توقيت المبادرة اثار حيرة الديبلوماسيين العرب لانها تزامنت مع استعدادات الولاياتالمتحدة لهجوم محتمل على العراق واجتماع وسطاء الشرق الاوسط في واشنطن الاسبوع المقبل. واثار صغر المبلغ المالي المخصص للمبادرة بعض الانتقادات، اذ من المتوقع ان تتكلف حرب على العراق ما لا يقل عن مئة بليون دولار، اي ما يزيد 300 مرة على تكاليف المبادرة الديموقراطية. ولم يكشف باول عن اي تقدم في جهود الوساطة الاميركية في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وعزا المأزق الى اعمال العنف التي يقوم بها الناشطون الفلسطينيون. وقال باول: "سنفعل اي شيء لانهاء الارهاب والعنف الذي يأتي من المجتمع الفلسطيني ... بعض اجزاء المجتمع الفلسطيني". وتابع: "امنعوا الارهاب والعنف حتى نصبح في مركز يمكننا فيه اقناع الجانب الاسرائيلي بالتحرك". اسرائيل ترحب بخطاب باول من جانبها، ايدت اسرائيل امس دعوة باول لقيام "قيادة جديدة" للفلسطينيين، الامر الذي يعبر ضمنا عن رغبة الولاياتالمتحدة بابعاد عرفات عن السلطة. وقال مسؤول حكومي ان "الامر سيتطلب وقتا لحصول التغيير، جيلا وربما اكثر. الا ان الخطوة الاميركية هي من دون شك خطوة في الاتجاه الصحيح". واضاف ان "وزير الخارجية اشار الى اهمية وقف الدعوات الى الحقد وتحسين مستوى التعليم في العالم العربي. ومن البديهي اننا نؤيد وجهات النظر هذه". السلطة: يمهد لضرب العراق واعرب وزير العمل الفلسطيني الدكتور غسان الخطيب عن اعتقاده بان خطاب باول يأتي من باب التمهيد للضربة العسكرية الاميركية المحتملة ضد العراق. واكد لاذاعة "صوت العرب" ضرورة ان تنتبه الامة العربية وترد على هذا الخطاب بموقف موحد يربط المصالح الاميركية في الشرق الاوسط بتحقىق الشرعية الدولية سواء في فلسطين او العراق. وقال السفير الاردني كريم قعور ان برنامج النهوض بالديموقراطية يحتاج الى مزيد من الاموال ويجب ان يقترن بمزيد من الجهود لانهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. وقال: "عملية السلام في نظرنا هي قلب مشكلة الشرق الاوسط ويصعب المحافظة على الامل حينما لا يكون لدينا حل ونود ان يبذل مزيد من الجهد". وقال ديبلوماسي عربي اخر طلب الا ينشر اسمه ان العالم العربي اكثر قلقا من خطر هجوم اميركي على العراق، مضيفا: "اذا حدث ذلك فان التنمية الاقتصادية للمنطقة ستنتكس لسنوات مقبلة". واضاف: "باول يكرر المقولات القديمة وما نحتاج اليه هو التزام انهاء الاحتلال الاسرائيلي وليس هذا ما سمعناه". القاهرة: لم يتطرق الى المشكلة الاساسية وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان خطاب باول "لم يتطرق الى المشكلة الاساسية"، اي النزاع في الشرق الاوسط. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن ماهر قوله: "على الرغم مما حوته بعض اجزاء البيان من نيات طيبة، فان الملاحظ انه لم يتعرض الى المشكلة الاساسية التي يكمن فيها جوهر المشاكل الاخرى التي تواجهها المنطقة وشعوبها". وتابع انه يعني "عدم تسوية مشكلة الشرق الاوسط وانهاء الاحتلال الاسرائيلي واتاحة الفرصة لجميع شعوب المنطقة لكي تعيش في امن وسلام وتتعاون على بناء الرخاء والمستقبل الافضل". واكد انه "استمع باهتمام الى البيان" الذي القاه باول، مشيرا الى ان "مصر ستدرسه". قطر ترحب بالمبادرة الاميركية ورحبت قطر بخطاب باول، واوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية في بيان اوردته وكالة الانباء القطرية ان قطر تأمل "في ان تسهم هذه المبادرة في توسيع فرص التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفرص المشاركة الشعبية في منطقة الشرق الاوسط وان توفر الظروف المناسبة لتحقيق السلام العادل والشامل والامن والاستقرار فيها". اما البحرين، فاعربت عن تقديرها لما ورد في خطاب باول، ونقلت وكالة انباء البحرين عن مسؤول في وزارة الخارجية تأكيده ايمان مملكة البحرين باهمية التطور في المجال السياسي والاقتصادي والمشاركة الشعبية في مجالات التنمية الاجتماعية المختلفة. واعرب عن امله في ان تستمر الولايات المتحة في تعاونها مع دول ارق الاوسط من اجل اقامة السلام العادل والامل والتنمية في المنطقة في المجالات كافة.