وسط أجواء عكست عراقة الحضارة المصرية القديمة، أضيئت أول من أمس سماء القاهرة فوق المتحف في مناسبة مرور مئة عام على تأسيسه. وشهدت عقيلة الرئيس المصري السيدة سوزان مبارك الاحتفالية الفنية الرسمية التي أقامتها وزارة الثقافة في الخيمة المقامة في الجزء الغربي من حديقة المتحف. وافتتحت بعدها معرضاً للوثائق التاريخية وأيضاً معرضاً للكنوز المخفية الذي يضم 250 قطعة أثرية وثلاثة تماثيل معدنية يراها الجمهور للمرة الأولى. وتُعرض هذه الكنوز في الطابق السفلي للمتحف الذي أُعد وطُوِّر في شكل شامل ليكون إضافة جديدة الى قاعات المعرض المتخفي في المتحف، وقُسِّم إلى سبع قاعات تصل مساحتها الى نحو خمسمئة متر مربع. وافتتحت مبارك أيضاً خدمة الدليل الالكتروني التي يقدمها المتحف لزواره أثناء تجوالهم في أرجائه والبحث عن معلومات محددة عن القطع الأثرية، وهو عبارة عن جهاز كومبيوتر خُزنت معلومات تاريخية فيه صاغ مادتها المركز القومي لتوثيق التراث الحضاري الطبيعي في مصر بثلاث لغات العربية والانكليرية والفرنسية. وأهدت جمعية "ناشيونال جيوغرافيك" الأميركية مصر خلال الاحتفالية فيلماً وثائقياً تسجيلياً عن تاريخ المتحف المصري وأهم معروضاته وكنوزه الاثرية واستغرق تصويره نحو 6 أشهر. وكرمت السيدة سوزان مبارك المديرين السابقين للمتحف وقدامى العاملين و17 من الرواد في العمل المتحفي والاثري وأهدتهم تمثال "ماعت" رمز الحق والعدل وهو عبارة عن امرأة على رأسها ريشة من البرونز في قاعدة مصنوعة من الألبستر. وعقب الاحتفالية وجه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور زاهي حواس نداء الى جميع المتاحف ودور الآثار العالمية التي تقتني آثاراً مصرية مهربة لإعادتها الى مصر. وحث العلماء والخبراء والاثريين على الإبلاغ عن الآثار التي لديهم معلومات عن سرقتها لاستعادتها. ومن ثم قدم وزير الثقافة المصري فاروق حسني للسيدة مبارك عبارة عن عملات تذكارية صادرة في المناسبة ومطبوعات عن المتحف.