شبرقة - ليالي أنس : أكثر من مليون زائر يجذبهم التمثال النصفي الغامض لنفرتيتي كل عام إلى المتحف الجديد في برلين. وبمناسبة مرور مئة عام على اكتشافه يفتتح المتحف في السادس من ديسمبر المقبل تحت عنوان "في ضوء العمارنة" معرضا خاصا كبيرا عن الملكة الجميلة. ويأمل الجميع ألا يشتعل خلاف مجددا حول إعادة التمثال إلى مصر. (الوصف لن يفيد) ، هذا ما كتبه عالم آثار ألماني عندما اكتشف في السادس من ديسمبر عام 1912 التمثال النصفي للملكة الفرعونية نفرتيتي في رمال الصحراء المصرية. وبمناسبة مرور 100 عام على الاكتشاف تخطط برلين لإقامة معرض خاص عن هذا الكنز. ونقلا عن وكالة (د. ب. أ) , يعتزم المتحف المصري في برلين لأول مرة عرض مئات من الكنوز الأثرية التي لم يسبق عرضها والتي تم اكتشافها خلال أعمال التنقيب التي أجريت قبل مئة عام في مصر ، وذلك لإعادة الفرعون إخناتون وزوجته الأسطورة إلى الأذهان في عصرهما الذي يسبق ميلاد المسيح ب1346 عاما. وقال رئيس المتحف ، ميشائيل إيسنهاور ، اليوم الاثنين خلال الإعلان عن المشروع الطموح: (المثير في الأمر أن الكنوز التي تم العثور عليها تقدم صورة جلية بشكل كبير عن الحياة اليومية في ذلك العصر). وسيتم بناء المعرض حول زوجة الفرعون اخناتون بالمعنى الحرفي للكلمة ، حيث إن التمثال النصفي الفريد على درجة من الحساسية تمنع نقله من مكانه. ولذلك سيظل التمثال في مكانه المرموق بقاعة القبة الشمالية بالمتحف الجديد في برلين ، لكن سيتم وضع تمثال مماثل بجانبه مصنوع من البرونز. وعن ذلك يقول مصمم المعارض نويل ماكولاي: (إننا نريد أن يتفاعل الزائرون مع جمال التمثال بأيديهم). وكان عالم المصريات الألماني لودفيج بورشارت يقود أعمال التنقيب في منطقة تل العمارنة بصعيد مصر مطلع القرن الماضي بتمويل من رجل الأعمال الألماني جيمز زيمون ، ووصل من المقتنيات الأثرية التي تم اكتشافها خلال عمليات التنقيب نحو 5500 قطعة أثرية إلى برلين ، وكان يتم ذلك وفقا لاتفاقية تقسيم الآثار التي كان يعمل بها في ذلك الوقت. ومن المقرر توثيق برتوكول الاتفاقية في المعرض. وطالب الجانب المصري أكثر من مرة باسترداد التمثال النصفي لنفرتيتي وتسبب ذلك في إثارة كثير من الخلافات على مدار أعوام مع زاهي حواس ، الذي تقلد مناصب حكومية مختلفة في مجال الآثار بمصر، يقول زيفريد الآن إن الخبرات مع المسئولين الجدد في القاهرة صارت إيجابية ، وقال: (كلا الجانبين يتطلعان إلى المعرض بإيجابية) . ومن المقتنيات الفريدة التي سيضمها المعرض أيضا كتاب يحوي يوميات عمليات التنقيب التي تمت في مصر مطلع القرن الماضي ، والذي تم عرضه اليوم مع بداية بيع تذاكر دخول المعرض. ومن المقتطفات التي يحويها الكتاب بتاريخ 6 ديسمبر عام 1912 عبارة تقول : (العثور على تمثال نصفي ملون بالحجم الطبيعي للملكة (نفرتيتي) ارتفاعه 47 سم... الألوان لا زالت على حالتها الأولى والعمل ممتاز للغاية. الوصف لن يفيد لا بد من رؤيته).