وسط اجراءات امنية مشددة، عقد في مدينة غوديرميس الشيشانية امس، "مؤتمر شعوب الشيشان" بحضور أنصار رئيس الإدارة المدنية احمد قادروف ومدعوين وضيوف، طالبوا خلاله بإجراء استفتاء على الدستور الشيشاني، مؤكدين ان "روسيا هي مصيرنا المشترك"، فيما تلقى المؤتمرون رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين تمنى فيها "الاستقرار" للجمهورية الشيشانية. ويعد هذا المؤتمر "رداً" على لقاء عقده شيشانيو العالم في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وأثار حفيظة موسكو لأنه تزامن مع احتجاز رهائن في مسرح موسكو. وعلى اثر ذلك الحادث رفضت روسيا التفاوض مع الرئيس الشيشاني المنتخب اصلان مسخادوف. وفي ضوء ذلك بدأ البحث عن بدائل لمواصلة العملية التفاوضية والسياسية الى جانب مساعي "الحسم العسكري". وفي هذا الإطار، دعا النائب في البرلمان الروسي عن الجمهورية الشيشانية اصلان بك اصلاخانوف الى مؤتمر يعقد في موسكو في 16 الشهر الجاري، ويحضره ممثلون عن مختلف فئات الشعب الشيشاني وبينهم مقاتلون، بشرط ان تعطي موسكو ضمانات لسلامتهم. واعترض احمد قادروف بشدة على هذا المؤتمر وقدّم عريضة، وقال فيها ان 22 ألف شيشاني وقّعوها لمطالبة الكرملين بمنع المؤتمر، وبدلاً منه، كرر قادروف الدعوة الى حفل مماثل في غروزني وجه هو الدعوات الى المشاركين فيه ووضع جدول اعماله. قال عشية عقده انه يرفض ان تناقش خلاله اسماء مرشحين للرئاسة. وأضاف: "لا أريد ان يضيع المؤتمرون وقتهم في قضايا ثانوية ... وبعد تعيين موعد الانتخابات سأعلن انا عن ترشيح نفسي. واستبعد عن المؤتمر الكثير من الشخصيات الشيشانية المعروفة مثل رئيس البرلمان الروسي السابق رسلان حسبولاتوف والسياسي ورجل الأعمال المعروف مالك سعيد اللايف وآخرون. وتقرر في اللحظة الأخيرة نقل المؤتمر من غروزني الى غوديرميس. واتخذت اجراءات مشددة شاركت فيها القوات الروسية لحماية 400 شخص شاركوا في المؤتمر. وتلقى المجتمعون رسالة من الرئيس الروسي اعرب فيها عن الأمل بأن يساعد المؤتمر على تحقيق الاستقرار ومناقشة مسودة الدستور الجديد وقانون الانتخابات في الشيشان. ومن جانبهم، أقر المؤتمرون رسالة الى القيادة الروسية تطلب تحديد موعد لإجراء استفتاء على الدستور في آذار مارس المقبل، مشيرين الى ان "الوقت قد حان" لإعادة بناء هيئات السلطة على اساس شرعي. وأكد الحاضرون في مؤتمر قادروف "ان "الشعب الشيشاني لا يتصور له وجوداً خارج روسيا او من دونها". وشدد على ان الجمهورية الشيشانية "تريد ان تحيا بموجب" دستور روسيا التي "هي مصيرنا المشترك". ومن المؤكد ان هذه الصياغات لن تحظى بتأييد الطرف المقاتل في النزاع الشيشاني كما انها تستبق سلفاً إرادة الشعب الشيشاني التي ينبغي ان يتم التعبير عنها في الاستفتاء المنتظر.