بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي خضم البحث عن بديل لصناعة الطائرات التي كان ينتجها مصنع لاند روفر، خرج ويكلس برذرز سبنسر المدير التنفيذي وموريس المدير التنفيذي الهندسي في الشركة بفكرة إنتاج سيارة بدفع رباعي تشبه جيب الأميركية. وفي العام 1970 كانت الترجمة الحقيقية لهذه الفكرة. ثلاثة طرازات خلال 32 سنة لاقت جميعها النجاح تلو الآخر، لا شك أن في الأمر سراً! إنه سر رانج روفر الذي يعود لأكثرمن ثلاثين عاماً مع إطلاق النسخة الأولى من هذه السيارة البريطانية التي تخطت منافساتها عن جدارة. لكن مع ارتفاع نسبة مبيعات هذا القطاع واشتداد المنافسة ودخول صانعين عدة على الخط كان لا بد من إطلاق الجيل الثالث من رانج روفرL322 التي صممت لتعطي مزيداً من القيادة الراقية والمريحة. لذلك وقبل البدء بعملية التصنيع في مصانع الشركة في سوليهول، استثمرت لاند روفر حوالي 350 مليون دولار لتطوير هذا المصنع العريق. التراث والتكنولوجيا في خدمة السائق تجمع سيارة رانج روفر الجديدة بين تراث لاند روفر وقمة الابتكارات التكنولوجية التي تضعها في مقدمة منافساتها، بالإضافة إلى مزايا استثنائية تكفل استمرارية رانج روفر في قصة النجاح التي لطالما كانت سمة ترافقت مع الأجيال المختلفة من هذه السيارة. أما الجديد في رانج روفر فهو: - الهيكل أقوى وجديد كلياً ومتكامل مع الشاسي. - نظام تعليق مستقل كلياً مع نوابض هوائية مترابطة داخلياً. - ناقل حركة اوتوماتيكي متطور وعلبة تحويل التروس مع مجال مزدوج ستيبترونك وإمكانية نقل السرعة من النسب المنخفضة إلى النسب العليا أثناء القيادة. - استخدام واسع للألمنيوم لتخفيض وزن السيارة. - أداء متفوق في اختبار الاصطدام. - رحابة داخلية أوسع وخلوص أرضي أكبر من الطراز السابق. وتعتبر رانج روفر الجديدة من أكثر السيارات التي تعرضت لاختبارات تجريبية شاملة قبل طرحها للبيع في الأسواق. فعلى مدى ثلاث سنوات خضعت لسلسلة من الاختبارات الأكثر تطلباً وقسوة تخطت 1,5 مليون ميل في أكثر من 25 بلداً حول العالم امتدت من استراليا حتى زامبيا مروراً بالظروف القطبية الشديدة البرودة وفي الصحارى حيث الحرارة الشديدة . التصميم والهيكل وضع تصميم هذه السيارة فريق من المصممين بقيادة مدير التصميم في لاند روفر جيف اوبيكس الذي أبقى العديد من العناصر المميزة لهذه السيارة والتي لا تكون رانج روفر إذا لم يكن لديها الباب الخلفي المنقسم أفقياً والمقدمة المرتفعة بشبك أمامي بسيط وموقع القيادة المرتفع والسقف العائم وغطاء المحرك على شكل صدفة والشكل المستطيل تقريباً بين خطوط الهيكل الأفقية والعامودية. المصابيح الأمامية والخلفية فريدة ومتميزة وفتحات التهوئة معدنية المظهر بتصميم برونل على الأجنحة الأمامية كي تساعد في مضاعفة كمية الهواء الداخل إلى المحرك. ويوفر الهيكل الفولاذي الذي يتكامل مع الشاسي عزماً عالياً ضد الفتل والثني بواقع 32.500 نيوتن للزاوية، ويمنح السيارة قدرات أكبر على الطرق الوعرة وكذلك الدقة والتوازن على الطرق الممهدة. وكما هي الحال في السابق، تم استخدام الألمنيوم بشكل واسع في رانج روفر الجديدة، لتوفير فائدتين: الوزن الأخف ومقاومة الصدأ والتآكل. وقد تعني زيادة الأبعاد والفخامة الداخلية واستعمال الألمنيوم في تصنيع الأبواب الجانبية أن رانج روفر الجديدة أكثر وزناً من سابقاتها، إلا أن استخدام الألمنيوم أدى إلى زيادة الوزن الكلي للسيارة من 2220 كلغ إلى 2440 كلغ، أي 220 كلغ فقط. رانج روفر الجديدة أكبر حجماً من الداخل كما أنها أكثر طولاً وعرضاً من سابقاتها، فطولها يصل إلى 4950 ملم وعرضها 2880 ملم، وتلك زيادة بمقدار 237 و135 ملم على التوالي، أما ارتفاعها الذي يصل إلى 1863 ملم فقد زاد بمقدار 45 ملم. أما الخلوص الأرضي الذي يعتبر البعد الأهم في ما يتعلق بالقيادة على الطرق الوعرة، فقد ارتفع بمقدار 67 ملم إلى 281 ملم عندما تكون رانج روفر في أعلى وضع لنظام تعليقها. كذلك اتسع صندوق الأمتعة إلى 535 ليتراً مقارنة مع 513 ليتراً. التفاصيل الداخلية: أناقة إلى أقصى الحدود إذا كانت تفاصيل رانج روفر الجديدة تعتبر تطوراً عن الشكل المألوف سابقاً، فستعتبر التفاصيل الداخلية الفخمة ثورة ابتكارية حقاً. فالخشب المصقول والجلد الفاخر والمواد العالية الجودة تطغى على مختلف المكونات، خصوصاً المقاعد ومساند الرأس مع إمكانية تعديل وضع مقعد السائق والراكب الأمامي كهربائياً ليتلاءم مع وضعية الجلوس. وفي الوقت ذاته لم ينس المصممون الحاجة إلى بساطة المقصورة، فالاقتراب بسهولة نحو أزرار التحكم ضروري في سيارة دفع رباعي حيث لا يمكن التنازل عن السلامة في حال استخدام نظام معين بدلاً من آخر في لحظة حرجة. كذلك لا تفارق الاناقة والجمال لوحة القيادة. وتلعب الإلكترونيات الحديثة دوراً مهماً في تصنيع سيارة رانج روفر الجديدة. فإحدى أهم المميزات التي تميز هذه السيارة شاشة عرض من الكريستال السائل LC SCREEN التي يستطيع السائق من خلالها مراقبة الوظائف التي تقوم بها السيارة، وكذلك المعلومات الملاحية لنظام تحديد الموقع بالأقمار الاصطناعية GPS وتقوم الشاشة بمهمة شاشة عرض تلفزيونية. أما انظمة الترفيه في السيارة فتشتمل على راديو وكاسيت RDS وراديو/سي دي RDS وجهاز ميني ديسك وسي دي تشارجر بست اسطوانات مع 11 مكبراً للصوت. فيما تتعدد وظائف عجلة القيادة التي تحتوي مفاتيح ضبط للهاتف والسرعة والصوت ومفتاحاً لتقنية التعريف الصوتي. كذلك يتم التحكم بالنوافذ الجانبية الأربع كهربائياً بلمسة زر واحدة. أما المميزات الأخرى التي أدخلت على رانج روفر الجديدة فهي نظام التحكم بمسافة الرجوع PDC الذي يعطي إنذاراً مسموعاً للسائق عن مدى قربه من العوائق التي تكون خلف السيارة. إضافة الى هذا، تتوافر في السيارة وحدة مراقبة لضغط العجلات وهي ميزة اختيارية. راحة تتخطى التوقعات من العناصر الرئيسية في رانج روفر الجديدة التي تساهم في توازنها على الطرق المعبدة والوعرة نظام التعليق ماكفرسون الذي يعمل بضغط الهواء والمزود بقضبان مانعة للالتواء وبرافعات داخلية وبدعائم تثبيت من الجهة الأمامية، في حين يتكون نظام التعليق الخلفي من مثلثات متراكبة ومزود بنوابض حلزونية تعمل بضغط الهواء وبممتصات صدمات تعمل بضغط الغاز وبقضبان مانعة للالتواء. وهناك ميزة مهمة أخرى في ديناميكية رانج روفر المتفوقة هي نظام التعليق الهوائي الإلكترونيEAS الذي يخضع لتحكم الكومبيوتر ليستشعر التضاريس لتحديد ما إذا كانت السيارة مثلاً على الطرق الوعرة فيفتح صماميه تلقائياً ليرتفع هيكل السيارة إلى أعلى مستوى له لتصبح القيادة أكثر سلاسة، كذلك عندما يتم اختيار نمط الدخول تنخفض السيارة بمقدار 60 في المئة عند السرعات التي تقل عن 100 كلم/ساعة مع انخفاض الهيكل كاملاً عندما تصل سرعة السيارة إلى أقل من 20 كلم/ساعة، ومع التوقف تكون رانج روفر قد وصلت إلى أدنى ارتفاع لها. وتلعب أنظمة التحكم الإلكترونية المتطورة دوراً مهماً في ضمان استمرار رانج روفر الجديدة ريادتها على كل من الطرق الممهدة والوعرة على حد سواء، ومن الميزات القياسية نظام التحكم الديناميكي بالتوازنDSC وهو مزيج متطور من أنظمة استقرار السيارة وقوة الشد، تم تطويره بالتعاون مع بوش. ونظام التحكم بهبوط المنحدرات الذي كانت لاند روفر رائدة في ابتكاره HDC، ويتعزز نظام الكبح المقاوم لانغلاق العجلات ABS القياسي بنظامي تعزيز الكبح المفاجئEBA وتوزيع قوة الكبح الإلكتروني EBD الفخامة والتقنية تتكاملان مع القوة كانت لاند روفر لا تزال جزءاً من مجموعة بي إم دبليو عندما بدأ العمل بتصميم رانج روفر الجديدة. وكان من الطبيعي أن يفكر فريق المصممين بالمحركات المتوافرة لدى بي إم دبليو لاستخدامها في السيارة الجديدة لذلك جهزت رانج روفر الجديدة بمحركين : بنزين وديزل. يتكون محرك البنزين من 8 إسطوانات بشكل v وهو أكثر قوة من المحرك السابق في الجيل الثاني، وتبلغ سعته 4,4 ليتر أي أقل بما يعادل 150 سم3 تقريباً وزادت قوته عند 5400 دورة في الدقيقة من 215 إلى 282 حصاناً وارتفع العزم بمقدار 10 في المئة ليصبح 44,8 كلغ/م عند سرعة 3600 دورة في الدقيقة.أما نسبة استهلاك الوقود فتتراوح بين 12,5 و22 ليتراً لكل مئة كلم حسب ظروف القيادة. وتبلغ سعة خزان الوقود حوالي 100 ليتر ما يعني أن السائق بإمكانه القيادة لمسافة 500 كلم من دون توقف. وكذلك تحسن الأداء، فالسرعة القصوى ارتفعت من 169 كلم/ساعة إلى 208 كلم/ساعة، فيما تناقص الزمن الذي يتطلبه الوصول من الصفر إلى 100 كلم/ساعة بواقع 1.3 ثانية إلى 9.2 ثانية من 10.3 ثانية. أما محرك التربو ديزل فيوفر قوة 174 حصاناً عند 4000 دورة في الدقيقة، ما يجعله أقوى 30 في المئة من محرك الديزل سعة 2.5 ليتر الذي تم استخدامه في الجيل الثاني من رانج روفر. ومما يعزز هذين المحركين ناقل الحركة الاوتوماتيكي بخمس سرعات بتحكم إلكتروني وبنمط مزدوج قياسي واقتصادي مع اختيار ستيبترونك، مما يمكّن السائق من التعامل مع ناقل الحركة وكأنه يدوي. أما السلاسة في نقل السرعة فهي مثيرة للاعجاب بالفعل. الأمان والسلامة وحماية البيئة تعتبر سيارة رانج روفر الجديدة دون أدنى شك اكثر السيارات اماناً من بين تلك التي صنعتها شركة لاند روفر. فلقد أظهرت الاختبارات أن آثار الصدمات تكون بأدنى درجاتها على الركاب في حال حصول حادث خطير في حين أصيبت السيارة بتشوهات خفيفة في اختبارات التصادم الأمامية التي أجريت على السيارة وهي تسير بسرعة 64 كلم في الساعة. بينما تعمل الوسائد الهوائية الأمامية والجانبية والرأسية على حماية السائق والركاب . ويتميز كل باب من أبواب السيارة بوجود حماية ضد الصدمات. أما أحزمة الأمان فهي ثلاثية نقاط التثبيت. كذلك تشتمل أنظمة السلامة النشطة على احدث جيل من الأنظمة المانعة لانغلاق المكابح ونظام إلكتروني لتعزيز المكابح EBA ونظام توزيع قوى الكبح المفاجئة ED وكذلك مجموعة من الأنظمة المساعدة للسائق بما فيها نظام التحكم الديناميكي بالثبات DSC وتقديراً لبرنامج الطاقة والبيئة الذي تعتمده الشركة في مصانعها في سوليهول حصلت لاند روفر على شهادة الأيزو 14001 وعلى الجائزة الوطنية للطاقة لعام 1996. ببساطة، وبعد قيادتي رانج روفر الجديدة سواء في أفريقيا الجنوبية خلال حفل الإطلاق العالمي أو حتى في صحراء الامارات العربية المتحدة، سألني أحد الزملاء ما رأيك؟ أجبته بكل تجرد 10 على 10، وأعتقد بأنكم ستعطون الجواب نفسه بعد تجربتكم لهذه السيارة.