من الطبيعي القول أن رانج روفر إيفوك لا تشبه أياً من العروض الأخرى التي أنتجتها لاند روفر البريطانية عبر تاريخها، والتي يبدو أنها لن تكفّ عن المراهنة على موديلها الكروسوفر الُمدمج النخبوي المثير للجدل إيفوك، إذ استعانت بالفئة الثلاثية الأبواب لتخرج من عباءتها نسخة مكشوفة أكثر جاذبية ومتعة لمحبي التجوّل في الهواء الطلق خصوصاً. الموعد كان في معرض لوس أنجليس خلال خريف العام الماضي، حيث أزاحت لاند روفر الستار للمرة الأولى عن إيفوك المكشوفة التي تستعين بسقف قماشي ليّن يمكن فتحه وغلقه كهربائياً، مع الحرص على عدم إجراء تغييرات كثيرة في ما يتعلّق بالوزن الإجمالي للنسخة الجديدة وكذلك معدلات الصلابة الالتوائية، مقارنة بالنسخة ذات السقف الثابت. إذا أخذتم موديل رانج روفر إيفوك ونزعتم عنه سقفه تحصلون على إيفوك المكشوف مئة في المئة، الذي استعان بسقف قماشي ليّن بتحكّم كهربائي على هيئة حرف Z، إضافة إلى أقواس شدّ مثبتة في أماكن مميزة بين دعامتي السقف الرئيسيتين، ما أتاح لمصممي السيارة إضفاء هيئة جذابة واستثنائية للغاية على السقف القماشي الجديد، تستميل بدرجة كبيرة الفئة الفتية الشابة من الزبائن. وبالمثل، حافظت الأبواب على الشكل العام للخطوط الخارجية. ومع غلق السقف، تؤكّد لاند روفر أن المقصورة الداخلية تظل هادئة للغاية بفضل الاستعانة بعوازل صوتية داخل نسيج السقف القماشي، كما يعزل السقف اللين الجديد الركاب عن درجات الحرارة الخارجية. ومقارنة بالنسخة إيفوك التقليدية، تبرز الفتحات الأكبر في شبك التهوئة الأمامي، بينما أعيد رسم الصادم الأمامي ليعزز من الطلة الجريئة هجومية الطابع عموماً. كذلك، تتوافر مصابيح الضباب فئة LED، والشفرات الجانبية المطلية بلون الهيكل الخارجي عينه، وغيرها. وفي مطلق الأحوال، تتوافر إيفوك المكشوفة بباقتين تجهيزيتين هما SE Dynamic وHSE Dynamic. كما تستعين بستة خيارات للعجلات تتراوح قياساتها بين 18 و20 بوصة، فضلاً عن توافر 13 لوناً لطلاء الهيكل الخارجي. وعلى رغم الأبعاد المُدمجة، لا تزال إيفوك المكشوفة توفّر قدرات مميزة لتحدي الطرق الوعرة، إذ تبلغ زاوية الدخول 19 درجة، وزاوية الخروج 31 درجة. كما صممت هذه السيارة لتخطّي العوائق المائية بزاوية عمق تبلغ 19.7 درجة، مع معدّل ميلان مقداره 45 درجة. فخامة ورقيّ بمنظار لاند روفر لم تختلف مقصورة موديل رانج روفر إيفوك المكشوف كثيراً عن تلك المدعّمة بالنسخة التقليدية ثلاثية الأبواب، إذ جاءت وضعية الجلوس 2+2 لتوفّر مستويات رحابة مميزة لأربعة ركاب، مع مساحة تخزين معقولة نسبياً في الخلف. كما لم تتغيّر لوحة القيادة وقسم المقاعد الأمامية كثيراً، مع الاحتفاظ بتصميم العدادات الدائرية المجوّفة التي تشكّل مع شاشة العرض المركزية من الكريستال السائل العاملة باللمس، والتي تبدو «طافية» على الكونسول الوسطي، أحدث ما توصّل إليه مهندسو لاند روفر ومصمموها من تقنيات ثلاثية الأبعاد لها بُعد غرافيكي جذاب. عملانياً، يوفّر صندوق الأمتعة 255 ليتراً، بغض الطرف عن وضعية السقف القماشي الذي يوضّب في قسم خاص به بعيداً من منطقة التحميل. من الداخل أيضاً، يبرز النظام المعلوماتي الترفيهي الذي يتضمّن بين طياته تقنيات إلكترونية متطوّرة مُدمجة بالشاشة العاملة باللمس قياس 10.2 بوصة، والتي باتت أكبر من سابقتها قياس 8 بوصات وأكثر وضوحاً ودقة. كذلك، بات النظام يوفّر إمكان الاتصال بالإنترنت عبر نقطة «واي فاي» ساخنة، فضلاً عن إمكان اتصال حتى ثمانية أجهزة إلكترونية في وقت واحد. ويضم النظام ذاته برنامجاً يسمّى «وضعية التنقّل اليومي» Commute Mode يحفظ الطرق اليومية التقليدية والأماكن التي عادة ما يذهب إليها السائق، كما يوفّر طرقاً بديلة تعتمد على ظروف السير المرورية. كذلك، نالت هذه السيارة المكشوفة نظام «ميريديان» الصوتي المكوّن من 10 سماعات بقدرة 380 واط ضمن التجهيزات القياسية، مع إمكان توافر نظام آخر يتكوّن من 12 سماعة ويولّد 660 واط ضمن التجهيزات الإضافية. نشاط معقول ميكانيكياً، تتوافر إيفوك المكشوفة الجديدة بالمحرّك البنزيني عينه المدعّم بالنسخة التقليدية ذات السقف الثابت والمكوّن من 4 أسطوانات بسعة ليترين، يولّد 240 حصاناً وعزم 340 نيوتن/ متر. وهو يجمع في استهلاك الوقود بين قوة أداء المحرّكات سداسية الأسطوانات واقتصادية المحركات رباعية الأسطوانات. ويتبنّى تقنيات الشحن التوربيني والحقن المباشر للوقود، إلى جانب تقنية التحكّم المزدوج بالتوقيت المتغيّر في فتح الصمامات وزاوية هذا الفتح وغلقها. ويتصل المحرّك بعلبة تروس أوتوماتيكية جديدة من 9 نسب، يمكن تعييرها يدوياً من خلال العتلات المثبّتة خلف المقود، كما تنقل علبة التروس العزم إلى نظام دفع رباعي مستمر ومزوّد بترس تفاضلي وسطي. ويكفل المحرّك المعتمد اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 7.8 ثانية مع تسجيل سرعة قصوى مقدارها 180 كلم/ س. ... وراحة بال أكيدة زوّدت رانج روفر إيفوك المكشوفة بنظام «التجاوب مع التضاريس» Terrain Response، الذي يحوّل عزم الدوران لأي من العجلات الأمامية أو الخلفية تبعاً للحاجة. كما يتضمّن وضعيات عدة للقيادة، منها العادية أو الأسفلتية المعبّدة والسير على الطرق العشبية أو الثلجية أو المليئة بالحصى أو الرمال والطرق الموحلة وغيرها. يضاف إلى ذلك نظام التحكّم بنزول المنحدرات القاسية HDC، مع إمكان السير بالعجلات الخلفية فقط على السرعات المتدنّية، وأنظمة التحكّم بالقطر TCS والتحكّم الديناميكي بالثبات DSC والتحكّم بثبات السيارة أثناء الالتفاف RSC، إلى تقنيات أخرى. وبالنسبة إلى تجهيزات السلامة والأمان، دعّمت أعمدة A وقوّيت مقارنة بعروض إيفوك التقليدية، خصوصاً أثناء حوادث الانقلاب، إذ توفّر دعامات الحماية وراء المقاعد الخلفية دعماً مميزاً للركاب في مختلف الظروف. أيضاً، أضيفت وسائد هوائية جديدة لحماية منطقة الرأس والقفص الصدري، إلى جانب الباقة التقليدية من أنظمة استقرار السيارة حتى لا يفقد سائقها التحكّم فيها حتى في أحلك الظروف وسيناريوات القيادة. ويمكن القول إن قلة قليلة من صانعي السيارات صادفت نجاحاً مميزاً مع هذه الفئة من عروض الكروسوفر النخبوية المكشوفة، لذا فإن الزمن وحده كفيل بالحكم على ما إذا كانت رانج روفر إيفوك المكشوفة خياراً صائباً أم لا. علماً أنه من خلال معاينة «الحياة» الميدانية، زوّدت هذه السيارة بمحرّك ضعيف الأداء نسبياً، وكان يمكن تدعيم هذه النسخة المكشوفة بآخر أقوى أو على أقل تقدير توفير خيار أقوى يتماشى مع تلك الطلة الرياضية المعززة للخطوط الخارجية عموماً. باختصار