قال الرئيس ياسر عرفات انه "لا يمكن لأحد قبول التصعيد الاسرائيلي بحق مقدساتنا وفي الضفة وغزة"، مضيفاً في اعقاب ادائه صلاة الجمعة في مقر الرئاسة في مدينة رام الله ان "المخطط الاسرائيلي التصعيدي ضد شعبنا يزداد يوماً بعد يوم، خصوصاً مع وجود الحكومة الجديدة، وما يجري في قطاع غزةوالضفة الغربية وضد مقدساتنا المسيحية والاسلامية شيء لا يمكن ان يقبله فلسطيني أو عربي - مسيحي أو مسلم - أو دولي"، داعياً العالم اجمع الى العمل على وضع حد لذلك. وقال: "باسم هذه الأرض المقدسة أتوجه الى العالم اجمع والى الأممالمتحدة واللجنة الرباعية الدولية التي ستجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة والى الاشقاء العرب ان يوقفوا هذا التصعيد وهذه الجرائم التي ترتكب ضد مقدساتنا وشعبنا واطفالنا ونسائنا". وعن التحفظات الاسرائيلية على "خريطة الطريق" الاميركية التي عرضها المبعوث الاميركي لعملية السلام على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي قبل اسابيع، قال عرفات: "لا تنسى انهم لا يستطيعون ان يقولوا للاميركيين لا، فالصداقة الاميركية - الاسرائيلية عميقة". الالاف يصلون في الاقصى في غضون ذلك، افادت الشرطة الاسرائيلية ان 135 الف مسلم تجمعوا في الحرم المقدسي لاداء صلاة الظهر في يوم الجمعة الاول من شهر رمضان. وقال ناطق باسم الشرطة جيل كليمان لوكالة "فرانس برس" "ان الوضع هادئ جداً" فيما اكد مراسلون للوكالة في المكان عدم تسجيل اي حادث حتى الآن. واوضح كليمان ان الشرطة اوقفت يهودياً تخفى بزي فلسطيني عندما كان يحاول دخول الحرم المقدسي. وكان الرجل المعروف لدى اجهزة الشرطة يعتمر الكوفية. شهيدان في الضفة ميدانياً، افاد شهود ان الجنود قتلوا مدنياً فلسطينياً اثناء توجهه الى المسجد، على رغم فرض حظر التجول في بلدة تل جنوب غربي نابلس شمال الضفة. وقتل احمد رمضان 32 عاماً عندما اطلق الجنود النار على السيارة التي كان يقودها واصابوا فلسطينياً آخر كان معه. وكان الرجلان متوجهين الى المسجد للصلاة في يوم الجمعة الاول من رمضان، خارقين بذلك حظر التجول المفروض على البلدة القريبة من نابلس. وقال رئيس بلدية القرية عدنان الصيفي ان "الجنود اطلقوا النار من دون تحذير، مباشرة باتجاه السيارة". الى ذلك، استشهد مواطن في مدينة طولكرم أمس برصاص قوات الاحتلال. وقالت مصادر فلسطينية ان رامي سعيد بلاونة 21 عاماً استشهد بعد اصابته بعيار ناري في خاصرته أطلقه عليه جنود الاحتلال اثناء اجتياح المدينة. توغل في خانيونس وفي خانيونس، توغلت قوات الاحتلال فجر امس في حي الأمل الواقع شمال غربي المدينة من محورين وهدمت منزل احد المواطنين. وقال شهود ل"الحياة" ان أربع دبابات وجرافتين توغلت في الحي من الجهتين الشمالية والغربية وحاصرت المنطقة التي يقع فيها منزل عائلة الشهيد اسماعيل عاشور بريص 25 عاماً الذي استشهد قبل ايام اثناء عملية اقتحام مستوطنة "بات سدية" الجاثمة فوق اراضي مواصي رفح جنوب قطاع غزة. وأضاف الشهود ان قوات الاحتلال طالبت افراد عائلة الشهيد والقاطنين في المنازل المجاورة له بالخروج من منازلهم بهدف تفجير منزل عائلة الشهيد. واشاروا الى ان جنود الاحتلال الذين ترجلوا من الدبابات أرغموا أفراد هذه العائلات على الخروج من المنازل وزرعوا المتفجرات في منزل الشهيد وقاموا بتفجيرها عن بعد، ما أدى الى تدمير المنزل كلياً وإلحاق أضرار جسيمة بأربعة منازل مجاورة، وأضرار طفيفة وتحطيم نوافذ عشرات المنازل الاخرى. كما اصيب شخصان اثناء عملية التفجير نقلا الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم ووصفت جراحهما بأنها متوسطة. وكان الشهيد بريص اقتحم مستوطنة "بات سديه" قبل أيام واطلق النار في اتجاه عدد من المستوطنين ما أدى الى مقتل اثنين منهم واصابة ثالث بجروح قبل ان يطلق عليه احد الحراس النار فيستشهد. ولفت الشهود الى ان قوات الاحتلال وزعت بيانات في المنطقة تحض الفلسطينيين فيها على عدم تقديم اي مساعدة للمقاتلين والمقاومين. وتوعدت قوات الاحتلال كل من يقدم المساعدة لمن وصفتهم ب"المخربين" بالعقاب الشديد. من جهة اخرى، اقتحمت قوات الاحتلال فجر امس مدينة طوباس في الضفة الغربية، وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اقتحمت المدينة تحت غطاء جوي من المروحيات، ومدعومة بآليات عسكرية وناقلات جنود، مشيرين الى ان الاقتحام تم من الجهتين الشرقية والشمالية. وأشاروا الى ان قوات الاحتلال توزعت الى مجموعات، قوام كل منها 10 جنود واقتحمت منازل المدينة، وقامت بعمليات تفتيش واسعة فيها، لافتين الى ان العملية تركزت في منطقتي السهل والجنوبية. كما شنت قوات الاحتلال حملت دهم واعتقال في مدينة جنين. وقال شهود ان قوات الاحتلال اجرت تفتيشاً في عدد من المنازل وعبثت بمحتوياتها واعتقلت عدداً من المواطنين، مشيرين الى ان الجنود حطموا ابواب عدد من المحال التجارية المغلقة. وفي بلدة كفر راعي المجاورة اعتقلت قوات الاحتلال المواطنة مائدة صادق صبيح 50 عاماً وابنتها ارسلين عبدالله أبو شقاوة 26 عاماً واقتادتهما الى جهة مجهولة. من جهة اخرى تم توقيف مستوطنين امس قرب موقع مستوطنة "هافات غلعاد" قرب نابلس لقيامها بافلات كلاب لمضايقة عمال فلسطينيين كانوا يقطفون الزيتون. واعلن ناطق باسم الشرطة: "وصل رجال الشرطة بعد تبليغهم الى المكان واعتقلوا اسرائيليين احدهما قاصر والثاني راشد، افلتا الكلاب لابعاد العمال". وامكن استئناف اعمال قطاف الزيتون من دون عوائق بعد تدخل القوى الامنية بحسب المصدر نفسه. وكان الجيش طرد في تشرين الاول اكتوبر الماضي المستوطنين وفكك المستوطنة العشوائية قرب نابلس مواجهاً معارضة شديدة. ومنذ ذلك الحين، اعادت مجموعات من المستوطنين احتلال الموقع.