استشهد خمسة أطفال فلسطينيين صباح أمس أثناء ذهابهم الى مدرستهم في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بسبب انفجار جسم مشبوه تضاربت الروايات في شأنه. والشهداء الاطفال أصغرهم في السادسة من عمره وأكبرهم في الثالثة عشرة، ويدرسون جميعاً في مدرسة عبدالله صيام الابتدائية التي تبعد نحو 500 متر عن مكان الانفجار الذي وقع في منطقة يستخدمها عادة المقاتلون الفلسطينيون في شن هجمات مسلحة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنة "جاني طال" التي تبعد نحو 150 متراً. والشهداء من أبناء عائلة واحدة، وهم الشقيقان محمد نعيم الاسطل 13 عاماً واكرم نعيم الاسطل 6 اعوام والشقيقان عمر ادريس الاسطل 13 عاماً وأنيس ادريس الاسطل 11 عاماً ومحمد سلطان الأسطل 12 عاماً. كما أصيب أحد اقارب الشهداء وهو أحمد ديب الاسطل 22 عاماً أثناء عمله في الزراعة في أرضه القريبة من موقع الانفجار. وقال شهود ل"الحياة" ان الانفجار وقع في الدلتا في منطقة الربوات الغربية المتاخمة لمستوطنة "جاني طال" شمال غربي خانيونس، وتحديدا في طريق يرتاده عادة التلاميذ وطلاب المدارس الابتدائية والإعدادية. وقال عبدالمجيد الاسطل 49 عاماً انه خرج من منزله مسرعاً عند الساعة السابعة والنصف صباحاً على صوت انفجار قوي هز المنطقة، مشيراً الى انه وجد عددا من المواطنين يجمع أشلاء متناثرة على مسافة تصل الى نحو 150 متراً من مكان الانفجار. وأشار الى ان قوات الاحتلال كانت توغلت ليل الاربعاء - الخميس في المنطقة معززة بدبابة وجرافة. واعرب عن اعتقاده بان قوات الاحتلال زرعت لغماً أرضياً ليلا في المنطقة لاستهداف المسلحين الفلسطينيين فيها. وقالت مصادر محلية ل"الحياة" ان المسلحين الفلسطينيين يستخدمون منطقة الدلتا لاطلاق النار وقذائف الهاون على قوات الاحتلال والمستوطنات الجاثمة على أرض المواصي ومدينة خانيونس، مشيرة الى احتمال ان تكون قوات الاحتلال زرعت العبوة الناسفة التي انفجرت بهدف قتل المسلحين. لكن مسؤول الارتباط العسكري في المنطقة الجنوبية العقيد خالد أبو العلا صرح بان قذيفة مدفعية اسرائيلية كانت ألقيت في وقت سابق انفجرت جراء تعثر أحد الاطفال بها مما أدى الى استشهاد الخمسة. وقالت مصادر طبية في المستشفى أن أربعة شهداء وصلوا الى المستشفى وليس خمسة، الا ان عائلة الأسطل قالت ان عددهم خمسة. ونددت مصادر أمنية فلسطينية بالحادث ووصفته بأنه "جريمة بشعة ارتكبت بحق اطفال ابرياء". وحملت في حديث الى "الحياة" المسؤولية الكاملة لسلطات الاحتلال عن الانفجار الذي استهدف "قتل اكبر عدد ممكن من الاطفال الذين يسلكون هذه الطرق عادة ذهاباً الى مدارسهم". من جهة اخرى ا ف ب، ذكر مسؤولون فلسطينيون ان الجنود الاسرائيليين اعتقلوا ستة طلاب فلسطينيين ليل الاربعاء - الخميس اثناء عملية توغل في الاراضي المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني في بيرزيت قرب رام الله في الضفة الغربية. وافاد شهود ان الجنود اقتحموا بيرزيت بآليات مصفحة ومدرعة واعتقلوا الطلاب، وصوروا عملية الخطف بكاميرا فيديو. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الطلاب اعضاء في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" ويتحدرون من مناطق في الضفة كما يدرسون في الجامعة. الى ذلك، اعلن ناطق عسكري ان فلسطينيين اطلقا النار من سيارة جيب كانا يستقلانها تحمل رقما اسرائيليا امس على عمال مصنع اسرائيلي ينتج عتاداً للاتصالات في الضفة ما اسفر عن سقوط جريحين. ورد مدير المصنع باطلاق النار من مسدسه ففر الرجلان في اتجاه مدينة طولكرم. والتي وقع الهجوم بالقرب منها في منطقة تسيطر عليها اسرائيل كليا.