} اعتبرت بريطانيا اتهامات العراق للكويت بسرقة نفطه "أكاذيب"، فيما وصفت صحف بغداد وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين ووزيرة الخارجية مادلين أولبرايت بأنهما من "الصهاينة". وواصلت التصعيد مع الكويت والسعودية، في حين دعا رئيس لجنة العلاقات العربية في البرلمان العراقي دول الجوار إلى كسر الحظر الجوي على بلاده. بغداد، طرابلس، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - جددت بريطانيا أمس التزامها سيادة الكويت ووحدة أراضيها "في مواجهة أي تهديدات عراقية". وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية إن "البيانات العراقية الأخيرة التي تتحدث عن مزاعم في شأن سرقة الكويت نفطاً عراقياً ليست سوى أكاذيب وعبارات طنانة". وتابع ان "النظام العراقي يعرف عواقب غزوه الكويت في عام 1990". في إشارة إلى حرب تحرير الكويت. ورأت مصادر بريطانية مطلعة أن الحملات العراقية الأخيرة على الكويت والسعودية هي "جزء من التحركات العراقية التي تأتي عادة خلال الحملات الانتخابية للرئاسة الأميركية، كي تسعى إلى استغلال أزمة النفط العالمية". وحملت صحف بغداد أمس على التلويح الأميركي باستخدام القوة ضد العراق في حال تهديده جيرانه، وردت على تصريحات وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين ووزيرة الخارجية مادلين أولبرايت. وكتبت صحيفة "الثورة" في صدر صفحتها الأولى أن العراق لا يسخر فقط من التصريحات التي يدلي بها هؤلاء "الصهاينة"، بل "يأسف للمستوى السياسي والاخلاقي البائس الذي وصلوا إليه". وزادت: "بعد كشف حقيقة السرقة الكويتية بدأت الإدارة الأميركية تصدر تحذيرات للعراق بطريقة سخيفة". "ادعاءات" أما صحيفة "بابل" فرأت أن الولاياتالمتحدة تعد هجوماً عسكرياً على العراق، وجددت حملتها على الكويت والسعودية. وأكد رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني البرلمان العراقي سالم الكبيسي أمس ان العراق "لا يهدد أحداً وليس في نيته الاعتداء على أحد، لكنه مصمم على المطالبة بحقوقه". وأشار في حديث إلى وكالة "فرانس برس" إلى أن العراق "لن يسكت عن المطالبة بحقوقه كاملة، سواء في موضوع النفط أو موضوع وقف العدوان اليومي المتواصل من الطائرات الأميركية والبريطانية على الشعب العراقي". ووصف ما يتردد عن نيات عراقية للهجوم على الكويت بأنه "ادعاءات رخيصة ومفبركة". وعن الاتهامات التي وجهها العراق إلى الكويت بسرقة نفطه، قال الكبيسي: "هذا الموضوع حقيقة والكويتيون يسحبون النفط من الآبار النفطية العراقية الموجودة قرب الحدود، والمختصون يعرفون ذلك". وكان وزير الدفاع الأميركي أعلن الأحد ان القوات الأميركية والبريطانية المتمركزة في الخليج "في حال استعداد، والرئيس صدام حسين يدرك جيداً أن الولاياتالمتحدة وأصدقاءنا البريطانيين على استعداد لأي عمل يلزم لمنع تكرار ما حدث في الماضي"، في إشارة إلى الغزو العراقي للكويت. ورأى الكبيسي أن "التحرك الأميركي جاء بعد تزايد التحرك الدولي لتفكيك الحصار ووضع حد لمعاناة الشعب العراقي"، وان التهديدات "لا يمكن أن تثني العراق عن قول الحقيقة ولن تغير شيئاً ولن ترهب الشعب العراقي". وختم ان "العراقيين جميعاً مصممون على العمل لرفع الحصار ووقف الاعتداءات الأميركية - البريطانية اليومية، ولن يترددوا في كشف الحقائق أياً تكن التهديدات المعادية". وحض الدول المجاورة على "فتح أجوائها أمام الرحلات الجوية من العراق وإليه". وفيما دعت صحيفتا "الراية" و"الوطن" القطريتان بغداد إلى "تخفيف لغة التهديد" كي لا تقدم لواشنطن "ذريعة لإلحاق أذى جسيم" بالعراق، اعتبرت صحيفة "رياض ديلي" الصادرة بالانكليزية ان "المرض الذي يعانيه رئيس النظام العراقي أكبر من السرطان الذي يظن أنه مصاب به، لأنه برهن مرة أخرى أنه غير متزن" عندما اتهم الكويت بسرقة نفط العراق. وكتبت صحيفة "الراية" القطرية أن على العراق "تخفيف لغة التهديد كي لا يدفع الكويت إلى مزيد من التشدد"، واستدركت ان "الكويت ينبعي أن تشعر بالأمان من جارها، وفي المقابل على الكويتيين أن يقدموا ما يطمئنون به العراق". الى ذلك انتقدت ليبيا التهديدات الأميركية للعراق، وجاء في تعليق سياسي لوكالة الأنباء الليبية الرسمية ان هذه التهديدات "تأتي في وقت يواجه العالم أزمة نفطية خطيرة"، مشيراً الى أن "سياسة الدول الكبرى في المناطق الغنية بالنفط، متهورة، وعلى الدول أن تدرك المخاطر التي تمثلها التهديدات على مورد حيوي كالنفط، وأن تعالج عدم الاستقرار الذي يهدد مصيرها".