احتشد اكثر من عشرة آلاف من قوات المتطوعين "الباسيج" امام المبنى السابق للسفارة الأميركية في طهران امس، وحرصوا على اطلاق تهديدات الى الإدارة الأميركية، في ما اعتبر ايضاً رسالة داخلية الى التيار الاصلاحي، مفادها ان المتطوعين الموالين للمحافظين جاهزون للتدخل عند اي اهتزاز للوضع الداخلي. وجاء التجمع في ذكرى "اسبوع الباسيج" الذي تحتفل به ايران، وهو مقدمة لمشاركة اكثر من 500 ألف من "الباسيج" في عرض للقوة في ذكرى يوم القدس العالمي. إلا ان احتفال السنة، يأتي على وقع تحذيرات كان اطلقها المرشد علي خامنئي بأنه سيتدخل مباشرة وبالاستناد الى قوة الشعب، إذا لم تبادر السلطات الثلاث الى حل المشكلات القائمة في البلاد. ويمكن فهم رسالة تجمع "الباسيج" في ضوء منع وزارة الداخلية الإيرانية قيام اي تجمعات طالبية جديدة احتجاجاً على حكم الإعدام الصادر بحق الناشط الإصلاحي هاشم آغاجاري وما اثاره من ازمة داخلية. وجاء هذا المنع بعد يومين على قيام خامنئي بتوجيه انتقاد الى التحركات الجامعية التي رأى ان البعض يريد استغلالها لإثارة الفرقة والنزاع داخل النظام. ولا شك في ان هذا الموقف حمل رسالة واضحة للأطراف الداخلية، تظهر عزم المرشد على استخدام "الباسيج" إذا استمرت التجاذبات الداخلية، وهذا ما سيدفع بالأطراف الداخلية المعنية الى محاولة حل خلافاتها المتزايدة، خصوصاً ان المرشد يرى ان المراهنة الأميركية لزيادة الضغوط على ايران تتمثل في المراهنة على ازدياد حدة الخلافات الداخلية. مطالب اصلاحية الى ذلك، وجهت مجموعة من 134 صحافياً ايرانياً عريضة الى القضاء الموالي للمحافظين لدعوته الى وقف اصدار الاحكام "السياسية" والافراج عن اربعة "سجناء سياسيين" بينهم اغاجاري. وعبر موقعو العريضة التي نشرتها الصحف امس، عن "قلقهم العميق" ازاء الوضع الراهن. واكدوا ان "اعتقال صحافيين ايرانيين مثل عباس عبدي وبهروز غيرانباي وحسين غازيان واغلاق معهد استطلاع، يدل على الرغبة السياسية لدى القضاء لتضييق الانشطة الثقافية والعلمية والصحافية". ومعلوم ان الرجال الثلاثة الذين تطالب العريضة بالافراج عنهم اعتقلوا في اطار سلسلة تحقيقات فتحت ضد معاهد استطلاع اثر نشر استطلاع للرأي مؤيد لاستئناف الحوار مع الولاياتالمتحدة، فيما دين الرابع آغاجاري بالاساءة الى الاسلام وصدر حكم بالاعدام في حقه، ما اثار استياء انصار الاصلاحيين.