جاكرتا، واشنطن، سيدني - رويترز - بدأت الشرطة الاندونيسية استجواب رجل الدين المعتقل الاندونيسي ابو بكر باعشير أمس في شأن سلسلة من التفجيرات في عدد من الكنائس، اضافة الى مؤامرة مزعومة لاغتيال الرئيسة ميغاواتي سوكارنوبوتري. وقال احد المسؤولين في الشرطة عن التحقيق مع باعشير القائد المزعوم ل"الجماعة الاسلامية" المتهمة بتنفيذ سلسلة من الهجمات الارهابية انه استجوب في مستشفى تابع للشرطة في شرقي جاكرتا حيث يعتقل منذ الاثنين الماضي. وأثار استجواب باعشير الذي نفى ارتكاب اي اخطاء او ان تكون له صلات بالارهاب عدداً من الاحتجاجات من المئات من مؤيديه. ويرى الكثيرون ان التحقيق معه اختبار لقرار الرئيسة ميغاواتي اتخاذ اجراءات صارمة ضد الجماعات المتشددة في اكبر بلد اسلامي من حيث عدد السكان، وذلك في اعقاب انفجارات منتجع جزيرة بالي في 12 تشرين الاول أكتوبر الماضي. وقال رئيس التحقيق جيلدي رمضان ان الاستجواب قد يستمر أياماً عدة. وأبلغ الصحافيين الذين انتظروا في المستشفى ان "الاستجواب سيبدأ اليوم أمس... تلقينا تقريراً من الفريق الطبي في المستشفى يقول ان باعشير في حال صحية جيدة"، بعد انتظار أكثر من اسبوعين لاستجوابه بسبب اعتلال قلبه ومعاناته من متاعب في التنفس. على صعيد آخر نفت الشرطة أمس تقارير عن اعتقال اندونيسي في شرق جزيرة فلوريس لصلته بانفجارات بالي. وقال ادوارد أريتونانج المتحدث باسم فريق التحقيق المشترك في انفجار بالي "لم نلق القبض على اي شخص بعد... على رغم ان تقارير كثيرة صادرة من وسائل الاعلام تتحدث عن هذا". وأوضح ان الشرطة تستجوب أكثر من عشرة اشخاص حول الانفجارات. وحذرت الخارجية الاميركية أمس من احتمال شن هجمات ضد مواطنين اميركيين في جنوب شرقي آسيا بعد انفجار بالي. وأصدرت الوزارة تحذيراً مماثلاً اقتصر على اندونيسيا في 19 الشهر الماضي، لكن التحذير الجديد يشمل كل جنوب شرقي آسيا. وقالت الوزارة ان "الاحتمال قائم في شأن امكان وقوع هجمات مماثلة في دول جنوب شرقي آسيا الاخرى". وحذرت من ان "الجماعات الارهابية" في المنطقة قادرة على ضرب الاميركيين في "الاهداف السهلة" مثل الاندية والمطاعم والفنادق والشواطئ. تورط للجيش الأندونيسي في هجوم قتل فيه أميركيون إلى ذلك، ذكرت صحيفة استرالية أمس ان اجهزة الاستخبارات الاميركية اطلعت على رسائل بين قادة الجيش الأندونيسي تشير الى تورطهم في كمين في اقليم بابوا الاندونيسي قتل فيه ثلاثة مدرسين، اثنان منهم أميركيون والثالث استرالي. وقالت صحيفة "ذا سيدني مورنينغ هيرالد" ان مصدراً قريب الصلة في السفارة الاميركية في جاكرتا، قال ان المعلومات تشير الى ان الهجوم الذي وقع في 31 آب اغسطس الماضي قرب منجم ضخم له صلة بخدعة. وأوضحت الصحيفة: "توجد ادلة متزايدة على ان جنوداً اندونيسيين نصبوا الكمين وسواء كانت لديهم تعليمات من قادة أعلى أو انهم استهدفوا قتل اجانب، فإن هذا الامر اصبح مصدر احراج سياسي خطير في الوقت الذي تبحث الادارة الاميركية سبل المساعدة في تحسين الامن في اندونيسيا بعد انفجارات بالي". وقتل ثلاثة مدرسين وهم اميركيان واسترالي عندما تعرضت سيارتهم لكمين نصبه مسلحون قرب المنجم. وقالت الشرطة الاندونيسية التي تحقق في الهجوم ان اشتراك الجيش احد الاحتمالات الكثيرة التي يجرى بحثها. وأنحى الجيش باللائمة على عناصر من حركة الاستقلال في هذا الاقليم الغني بالموارد الطبيعية والذي يقع في النصف الغربي من الجزيرة المقسمة بين اندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة. وقال اندرياتونو سوتارتو قائد الجيش الاندونيسي ان الشرطة ابلغته بأنها تشتبه في ان القوات المسلحة لها صلة بالكمين، لكنه راض عن التحقيق الذي تجريه الشرطة.