دان عشرات الصحافيين الفلسطينيين الاعتداء الذي نفذه اشخاص يعتقد انهم من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ضد عدد من زملائهم أثناء قيامهم بعملهم في احد أحياء مدينة غزة الخميس الماضي. وفيما حملت في بيان نقابة الصحافيين في قطاع غزة "حماس" المسؤولية عن ضرب 13صحافيا، نفت الحركة ذلك في بيان ايضا، مشيرة إلى أن أشخاصا كانوا في المكان اعتدوا على الصحافيين. وكان عشرات المواطنين اعتدوا الخميس على الصحافيين أثناء تغطيتهم حادث الانفجار العرضي الذي وقع في غزة أثناء قيام عناصر من "حماس" بإعداد عبوات ناسفة. وبين الاتهام والنفي، وصدور بيانات وبيانات مضادة، تداعى عشرات الصحافيين أمس للاجتماع في مقر النقابة في مدينة غزة بدعوة منها للتداول في القضية والخروج باقتراحات وتوصيات لمعالجة مثل هذه الأحداث لكي تكون الأخيرة على حد توقع عدد من الصحافيين. وندد عدد من الصحافيين المتحدثين أثناء اللقاء بالاعتداء الذي وصفوه بأنه "إثم" و"جريمة لا تغتفر". وبين انتقادات عدد من الصحافيين المقربين من حركة "حماس"، ونفي توفيق أبو خوصة عضو الهيئة الإدارية في النقابة بان النقابة "سيّست" القضية، قدم عدد من الأعضاء اقتراحات تراوحت بين تشكيل لجنة تحقيق محايدة أو من المجلس التشريعي، وبين استمرار فرض "الحصار الإعلامي" على الحركة وفعالياتها ورموزها. ولم يخرج المجتمعون بأي قرارات، إلا إن أبو خوصة أعلن نهاية اللقاء أن مجلس النقابة سيعقد اجتماعا لاحقا لدرس الأمر واتخاذ القرارات المناسبة في ضوء الاقتراحات المقدمة من الزملاء الصحافيين. ورغم إدانة الاعتداء على الصحافيين وتحطيم آلات التصوير التلفزيوني والفوتوغرافي ومعداتهم الخاصة بهم فان بعض المتحدثين طالب النقابة ب"التعقل وتحكيم العقل"، في حين طالب احد الصحافيين بوضع "قائمة سوداء" تعمم على الصحافيين والمؤسسات الإعلامية تضم أسماء الأشخاص أو الجهات التي تعتدي على الصحافيين. وطالب آخر بتقديم شكوى للنائب العام كي تتم محاكمة من اعتدوا على الصحافيين، علما أن أبو خوصة أعلن أن الصحافيين المعتدى عليهم قدموا شكاوى الى الشرطة. وخلافا لموقف زملائه المعتدى عليهم، فان مصور تلفزيون فلسطين المحلي طالب النقابة بإدانة موقف السلطة الفلسطينية التي كان نحو 300 من رجالها في مكان الحادث وشاهد بعضهم بأم عينه الاعتداء عليهم، في حين دعا الآخرون إلى إدانة موقف "حماس" ان لم تدن الحادث. واعتبر احد الصحافيين أن إدانة الحركة للحادث تكفي لإنهاء المقاطعة الإعلامية التي فرضتها عليها النقابة في أعقاب الحادث. ودعا آخر إلى عقد اجتماع موسع بين الصحافيين والقوى والأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة للبحث في الحادث وتداعياته ووضع تصور للعلاقة بين القوى والأحزاب ورجال الصحافة والإعلام.