أشادت الأممالمتحدة بتعاون العراق مع المفتشين الدوليين، متعهدة تزويدهم أدوات لمنع "التجسس" عليهم، بعدما أشارت معلومات الى أنهم يتعرضون للتنصت، ولم تستبعد الخارجية البريطانية ذلك، معتبرة أنه يشكل خرقاً للقرار 1441. وفيما استعرض الجيش الأميركي قواته في "قاعدة نيويورك" في الكويت أمام الصحافيين لمناسبة عيد الشكر، واصلت ادارة الرئيس جورج بوش سعيها الى حشد التأييد الدولي استعداداً لتغيير النظام في العراق فقررت الطلب الى الكونغرس رفع القيود التجارية عن روسيا، وشددت على أن بغداد أخطأت بمراهنتها على الخلاف بين واشنطنوموسكو. ولمحت الى امكان انشاء شركات أميركية - روسية للاستثمار في العراق بعد تغيير النظام. وفيما أعلن ناطق باسم الجيش العراقي ان الطائرات الأميركية والبريطانية أغارت على مواقع عدة أمس وقتلت أحد المدنيين، أجمع المسؤولون عن عمليات التفتيش على ان الأجواء الجديدة المخيمة تختلف عن العلاقات بين سلطات بغداد ولجنة "يونسكوم" السابقة. وأشار المسؤول عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بغداد الفرنسي جاك بوت الى أن "درجة التعاون ينبغي أن تقدر على ضوء الاستمرارية"، وقال: "نأمل ان يعكس هذا الموقف اليوم مستقبل التعاون بيننا". ومن المقرر أن تشمل عمليات التفتيش مئات المواقع. وكان المفتشون دخلوا أمس من دون مشاكل الى مصنع ومختبر في ضواحي بغداد في اليوم الثاني من عمليات التفتيش عن الأسلحة. وتوجه فريق وكالة الطاقة الى مصنع "النصر" على بعد 25 كيلومتراً شمال العاصمة العراقية، فيما توجه فريق "انموفيك" الى الدورة على بعد 30 كيلومتراً جنوببغداد. ويقع مصنع "النصر" في موقع "التاجي" الضخم الذي تشتبه واشنطن بأنه يؤوي منشآت تستخدم لصناعة أسلحة محظورة. ونقل عن مسؤول في بعثة الأممالمتحدة في بغداد قوله ان المفتشين رصدوا تغيرات في المواقع التي زاروها إلا أنه رفض أي استنتاج محدد، فيما أشار مصدر عراقي الى أن السلطات المختصة هي التي قدمت الى المفتشين صورة التغيرات الحاصلة على الأرض في تلك المواقع. وفي واشنطن قال مسؤولون رويترز ان الادارة الاميركية أبلغت روسيا انها ستحض الكونغرس على رفع قيود تجارية ترجع الى الحقبة السوفياتية لمكافأة موسكو على تعاونها قبل نشوب أي حرب في العراق. وتوقع مشرعون من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس التوصل الى اتفاق "مرض لجميع الأطراف" في هذا الصدد لكن محاولة مماثلة فشلت في العام الماضي على رغم الضغوط التي بذلها بوش. وتمثل هذه الخطة جزءاً من مساع ديبلوماسية أشمل تبذلها واشنطن لحشد حلفاء في الحرب على العراق. والقيود المفروضة على موسكو تتمثل في تعديل "جاكسون فانيك" لعام 1974 الذي ربط التجارة بسياسات الهجرة خصوصاً لليهود. وقال السفير الروسي الكسندر فيرشبو ان الملف العراقي كان محور "نقاش مستفيض" خلال القمة الأخيرة بين الرئيسين جورج بوش وفلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ. وأضاف ان بوش "أوضح انه يأمل بحل سلمي للمشكلة العراقية لكنه لمح في الوقت ذاته الى أن الولاياتالمتحدة ستنجز بطريقة أو بأخرى نزع سلاح" العراق. وشدد السفير على ان البيان المشترك بعد اللقاء "برهن ان مراهنة الرئيس العراقي صدام حسين على خلافات بين الولاياتالمتحدةوروسيا كانت خاطئة". وأكد فيرشبو ان المصالح الاقتصادية الروسية في العراق "لن تتحقق الا بعد تغيير النظام"، واعتبر ان مثل هذا التغيير سيؤدي الى تطور القطاع النفطي في العراق مشيراً الى احتمال انشاء شركات روسية - اميركية مشتركة للعمل في مجالات النفط والطاقة في العراق.