اعتبر المفتشون الدوليون الذين نفذوا اول عمليتين ميدانيتين في العراق نجاح مهمتهم "مؤشراً جيداً" الى عزم العراق احترام تعهداته، وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان انها "بداية لا بأس بها" متوقعاً رفع العقوبات او تخفيفها اذا استمرت بغداد في التعاون مع المنظمة الدولية، كما توقعت ذلك روسيا. وعلى رغم الاجواء الايجابية التي رافقت اعمال التفتيش الاولى فان الولاياتالمتحدة استمرت في التحضير للحرب فطلبت من 51 دولة مساعدات محددة للهجوم على العراق، ولبّت المانيا بعض هذه الطلبات، معلنة انها ستفتح اجواءها امام الطائرات الاميركية وستسمح لواشنطن باستخدام قواعدها العسكرية. وطلبت ادارة الرئيس جورج بوش من هنغاريا استخدام قواعد في اراضيها لتدريب المعارضة العراقية على عمليات عسكرية. واعلن الناطق باسم الاممالمتحدة في بغداد هيرويواكي ان الفريق الاول الذي ارسل الى ضاحية في بغداد عاد الى مقره في العاصمة العراقية، وان فريقاً آخر توجه الى موقع آخر. ولم يواجه الفريقان صعوبات تذكر. واعرب الفرنسي جاك بوت عن امله بأن "يستمر تعاون العراق" مع المفتشين. وقال انان في تصريح الى اذاعة "اوروبا 1" ان "اعمال التفتيش شهدت بداية لا بأس بها والعراقيون تعهدوا رفع تقرير بالاسلحة التي يملكونها في الموعد المحدد" 8 كانون الاول/ ديسمبر المقبل. في برلين اعلن المستشار غيرهارد شرودر انه استجاب لبعض المطالب الاميركية باستخدام المجال الجوي والقواعد العسكرية اذا قررت واشنطن شن حرب على العراق لكنه جدد تأكيده رفض المشاركة الفعلية في الحرب، ورداً على هذه التصريحات قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالمانيا ستبقى فاترة "شاركة برلين في الحرب ام لم تشارك" ورحب بموافقة شرودر على بيع اسرائيل بطاريات صواريخ "باتريوت" ودبابات. في بودابست اعلن الناطق باسم الحكومة الهنغارية ج. زولتان غال ان ادارة بوش طلبت من حكومته السماح لها باستخدام قواعد عسكرية في اراضيها لتدريب المعارضة العراقية على القتال واضاف ان حكومته تدرس الطلب ب"عناية". واستمر التصلب الاميركي في مجلس الامن حيال تمديد برنامج "النفط للغذاء" لاكثر من 90 يوماً، واتخذ بعداً اثار القلق لدى اعضاء المجلس لان فترة التمديد تنتهي مطلع شباط فبراير المقبل، ويتزامن ذلك مع التوقعات بعمل عسكري في ذلك الموعد.