تجاوبت السوق اللبنانية مع نتائج مؤتمر "باريس -2" الذي اقر 4،4 بليون دولار لمساعدة لبنان في اعادة هيكلة ديونه. لكن اقتصاديين ومصرفيين شددوا على ضرورة التزام الحكومة البرنامج الاصلاحي المالي، لضمان نجاح المؤتمر. وتُرجم التجاوب في سوق القطع حسب ما قال النائب الاول لحاكم مصرف لبنان ناصر السعيدي ل"الحياة" ان "مصرف لبنان تجاوب مع العوامل الايجابية التي تُرجمت بطلب كثيف على الليرة ادى الى تحسن سعر صرفها في مقابل الدولار الاميركي، مسجلة تراجعاً من 1501 و1514 شراء وبيع للدولار الى 1507 و1508". اوضح السعيدي ان التجاوب شمل سوق سندات الخزينة الاسبوعية بالليرة التي شهدت طلباً، وحصل في نتيجتها تراجع في معدلات الفوائد على كل الفئات. اذ تراجعت على فئة السنتين من 64،14 في المئة الى 93،13، وعلى فئة السنة من 43،13 الى 28،13 في المئة، وعلى فئة ستة شهور من 12،12 في المئة الى 5،12، وعلى فئة 3 شهور من 18،11 في المئة الى 80،10. وأشار الى خفض الفوائد على شهادات الايداع التي يصدرها مصرف لبنان للمصارف مئة نقطة والى تراجع الفوائد على الودائع لديه بالدولار لأجل 3 سنوات من 8 الى 4 في المئة، وباليورو من 5،8 الى 5،4 في المئة. واعتبر ان "هذا الانخفاض الذي سيستمر تدريجاً سيعزز الحركة الاقتصادية والاستثمارية ما يحقق نمواً اقتصادياً". وقال رئىس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه ل"الحياة" ان "ظاهرة تراجع الفوائد خصوصاً في فترة نهاية السنة، التي تسجل خلالها ارتفاعاً، مؤشر جيد الى نجاح المؤتمر"، وأكد ان "اتجاه الفوائد سيستمر في الانخفاض". واشار طربيه الى ان نسبة الخفض قاربت نحو 70،2 في المئة. وأكد على جدية قرارات المؤتمر التي ترجمتها السوق في شكل ايجابي. وأعلن رئىس اتحاد غرف التجارة والصناعة في لبنان عدنان القصار في مؤتمر صحافي عقده امس بدء تراجع معدلات الفوائد على الودائع الذي سيتبعه خفض في الفوائد على التسليف بالدولار والليرة. وتوقع ان يتفاوت هذا الخفض بين واحد و2 في المئة في المدى المنظور. وقدّر استمرار وتيرة الانخفاض في الشهور المقبلة. واعتبر القصار ان ما اسفر عنه المؤتمر "نتيجة لاقتناع المجتمعين باجراءات الاصلاح المالي التي قدمتها الحكومة ما يوجب تنفيذها". واشار الى ان نتائج المؤتمر تشكل بداية لحل مشكلة الديون وليست حلاً كاملاً. وشدد على "مسؤولية الدولة وصدقيتها بالتزامها خفض عجز الخزينة ووقف الانفاق غير المجدي والاجراءات التي وعدت بتنفيذها". وسيعقد اجتماع للهيئات الاقتصادية الاثنين المقبل للبحث في النتائج ولمواكبة عمل الحكومة في تنفيذ الاجراءات. وانتقد "ما يحكى عن اعفاء لفواتير الكهرباء 300 مليون دولار في وقت ترزح المؤسسة تحت عجز". وقال رئىس مجلس ادارة "بنك بيبلوس" فرانسوا باسيل ل"الحياة" ان "سوق القطع شهدت عرضاً كبيراً للدولار". واشار الى ان الفوائد على الودائع بالليرة في المصرف بيبلوس التي تتجاوز فترة 3 شهور لن تتعدى 9 في المئة. ولفت الى ان "الخفض على الودائع لدى مصرف لبنان بالدولار واليورو والمجمدة لثلاث سنوات يوجب على المصارف خفض معدلات الفوائد على الودائع بالعملات على الا تتجاوز نسبة 4 في المئة". وعن تأثير هذا الخفض على ربحية المصارف، قال باسيل: "ان الربحية ستتأثر في الشهور الاربعة المقبلة، وسينعكس ذلك على خفض الفائدة على الحسابات المدينة بالليرة بدءاً من اوائل الشهر المقبل". وأشار الى انها تتفاوت الآن بين 16 و18 في المئة وقد تتراجع الى 11 في المئة.