تواصلت احتجاجات طلاب جامعة طهران على حكم الإعدام الصادر في حق الناشط الاصلاحي هاشم آغاجري بتهمة اهانة المقدسات الدينية، وذلك غداة كلمة وجهها المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، وتحدث فيها عن اللجوء الى "قوة الشعب" في حال طرأت ازمة في البلاد. فيما صدر موقف لافت عن مجلس ممثلي المرشد في الجامعات الإيرانية حمل انتقاداً شديداً لحكم الإعدام. وتجمع آلاف الطلاب في جامعة طهران لليوم الرابع على التوالي. فيما قاطع الطلاب المحاضرات في العديد من جامعات العاصمة ولا سيما جامعة شاهد بهشتي حيث تلقى هاشم اغاجاري دروسه. كذلك تجمع الطلاب في عدد من جامعات الاقاليم، منددين بالحكم "الاشبه بأحكام القرون الوسطى" ومطالبين الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي باتخاذ موقف من المسألة. وسجل اكبر قدر من التعبئة الطلابية في طهران، حيث تجمع الطلاب في بادئ الامر حول مسجد الجامعة قبل ان يتوجهوا الى المدخل الرئيسي في محاولة للخروج الى الشارع. وتكتسب أ ف ب الاحتجاجات قوة دفع مع زيادة اعداد الحشود في طهران يومياً وامتداد التظاهرات الى مدن تبريز وأصفهان واروميه وهمدان. كما تزداد هتافات الطلاب عنفاً، اذ رددوا أمس "الموت للطغيان" و"الموت لطالبان، من كابول الى طهران" و"ايران اصبحت فلسطين" و"الحركة الطلابية مستعدة للثورة". ورددت الحشود هتافات لاذعة ضد رئيس السلطة القضائية والرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، في حين طالب البعض باستقالة الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي وتنظيم استفتاء. وكان خامنئي هدد مساء أول من امس في كلمته باللجوء الى "قوة الشعب" اذا لم يتوصل قادة السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية الى اتفاق من اجل تسوية مشكلات البلد. ومع ان المرشد الاعلى لم يقدم توضيحات حول تصريحاته هذه، الا انها توحي بأن عقوبة الاعدام لن تطبق في حق اغاجري. لكن مراقبين أشاروا الى ان تصريحات خامنئي "تذكر بتدخل المتطوعين الاسلاميين الباسيج في تموز يوليو 1999 الذين نزلوا الى الشارع بناء على طلبه، لانهاء ثلاثة ايام من التظاهرات الطلابية ضد السلطة. وقال مجلس ممثلي المرشد الاعلى في الجامعات في رسالة مفتوحة الى رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي: "ان العقل والحكمة في الثقافة الإسلامية يدعوان الى التعامل المنطقي مع الأفكار التي تتنافى مع المفاهيم الإسلامية وأن يكون الرد في الدرجة الأولى رداً ثقافياً، وفي حال وقوع جنحة فينبغي استشارة اصحاب الخبرة الثقاة إذا كانت المحكمة تفتقد الى الخبراء". وشهدت جلسة البرلمان أمس توجيه انتقادات جديدة للحكم المذكور، وقال حسين لقمانيان النائب الإصلاحي عن همدان التي صدر فيها حكم الإعدام "ان همدان أصبحت في السنوات الأخيرة ساحة للنشاطات السرية والعلنية لمجموعات المافيا"، ورأى "ان تلك الأيادي الخفية تحاول جرّ ايران وهمدان الى التشتت". وكان رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي حاول استيعاب حدة الاحتجاجات بقوله ان الحكم الصادر في حق آغاجري بدائي، وأعرب عن أمله في أن تسارع المحكمة العليا الى النظر فيه. وهناك شبه اجماع داخلي انه سيتم نقض الحكم، إذ ان الانتقادات الواسعة صدرت من الاصلاحيين وبعض الأطراف المحافظة ومنها صحيفة "جمهوري اسلامي" التي دعت الى تعديل الحكم. وشكلت هذه القضية أحد عناوين التجاذبات المتشعبة في الصراع بين المحافظين والاصلاحيين ومنها العلاقات بين البرلمان الاصلاحي والقضاء المحافظ على خلفية كيفية التعاطي مع قضية الحريات، وعلى خلفية سعي الاصلاحيين الى تعزيز صلاحيات خاتمي من خلال مصادقة البرلمان على مشروع قانون تقدم به خاتمي في هذا الصدد اضافة الى مشروع قانون آخر يهدف الى تعديل قانون الانتخابات ويحد من سلطة المجلس الدستوري المحافظ في النظر في أهلية المرشحين.