كأنها سفينة "التايتانيك". ذلك ما تبدو عليه صور ناقلة النفط "بريستيج" الغارقة قبالة سواحل "لاكرونا" الاسبانية، المطلة على المحيط الاطلسي. ويذكر مشاهدو الفيلم ذلك المشهد المذهل الذي ركّبه المخرج جيمس كاميرون بالكومبيوتر، ويصور انشطار "التايتانيك" وتفكك جسمها الضخم ثم غرقها في مياه الاطلسي. مثل ذلك تماماً، أدت العواصف الى فتق طولي في جسم "بريستيج" في الثالث عشر من الشهر الجاري، ومال القسم الخلفي من السفينة، الذي يحمل 6 من 9 خزانات في السفينة، الى الاسفل. وناء باقي جسم السفينة بالحمل، فأخذ يتفكك تدريجاً. وأخرج خمسة آلاف طن من النفط الخام قبل ان يستسلم للضغط المتواصل. وانشطر مقدم السفينة، وانفتح هيكلها، وغرقت الى قعر المحيط، على بعد 250 كيلومتراً من ميناء "غاليسيا". ولا يتعلق امر ناقلة النفط "بريستيج" بغرق ركاب، بل بأحد اسوأ حوادث تلوث مياه المحيط بالنفط. وليس الاسوأ في التاريخ الحديث، بل هو الحادث الثامن في قائمة الكوارث المشابهة. والكارثة الاسوأ حين امر الرئيس صدام حسسين بتفجير آبار النفط في الكويت، خلال حرب "عاصفة الصحراء"، فاندفع نحو 5،1 مليون طن من النفط الخام الى مياه الخليج العربي، وتسبب ذلك بتلوث ونفوق اسماك وفناء انواع، واستمر التأثير سنوات. وقبل عشر سنوات، غرقت الباخرة اليونانية "بحر ايجة" وفقدت اكثرمن ثمانين الف طن من النفط الخام في موقع قريب من سواحل "لاكرونا" أيضاً. تحتوي ناقلة النفط "بريستيج" على سبعين الف طن من النفط الخام. ويأمل البعض ان يؤدي ضغط مياه المحيط وبرودتها الى تجمد النفط في خزاناتها التي لم تتفكك كلها حتى الآن. وفي حال خاب هذا الامل، فانها ستقذف بضعفي ما خرج من الناقلة "إكسون فالديز" التي غرقت قبالة "برنس وليام ساوند" في آلاسكا في العام 1989. وفي تلك الحال، فإن نفط "بريستيج" الغارقة سيمثل تهديداً للحياة البحرية، وما يعتمد عليها من طيور وحتى بشر، في شواطئ اسبانيا والبرتغال. ولأن ميناء "غاليسيا" ليس بعيداً من المتوسط، يخشى بعض الخبراء تسرب كميات من النفط الى مياهه. وأياً كانت الحال، فإن التيارات البحرية العميقة والسطحية ستتكفل بنشر التلوث في شواطئ بريطانيا من ناحية وشواطئ اسبانيا وفرنسا وايطاليا من ناحية اخرى. وفي هذه الحال، فإن مصائد الاسماك، خصوصاً الانكليزية، سيهددها النفط بالفناء والتلوث.