مواجهتان وديتان بين المنتخبين المصري والتونسي لكرة القدم تستمران 4 ساعات متتالية بين عاصمتي البلدين، الأولى على ملعب القاهرة الدولي بين المنتخبين الأولمبيين، والثانية على ملعب المنزه في تونس بين المنتخبين "الكبيرين". وسيقود المنتخب المصري النجم الموهوب حازم امام الذي تلقى عرضاً جاداً للاحتراف في نادي الهلال السعودي. اما المنتخب التونسي فيعتمد على مجموعة كبيرة من الاسماء البارزة في الكرة الاوروبية. ربما كانت مباراة اليوم بين المنتخبين المصري والتونسي ودية في ظاهرها، لكن الجماهير التونسية تتقد حماسة وتشتعل شوقاً من اجل اعادة الاعتبار والثأر من المنتخب والأندية التي اذاقتها مرارة الخيبة في السنوات الأخيرة ودفنت مقولة "العقدة التونسية" للكرة المصرية. فبعد خسارة التوانسة امام المصريين في كأس الامم الافريقية الاخيرة في مالي، اصبحت كفتا المنتخبين متعادلتين ب10 انتصارات لكل منهما، ثم غادر الترجي عميد الأندية االتونسية دوري ابطال افريقيا بالخسارة امام الاهلي ثم الزمالك في العامين الاخيرين. واحتل المدرب الفرنسي الشهير روجيه لومير الذي يقود اصحاب الارض وسط "الصورة" باعتباره وجهاً جديداً يأمل به النهوض بالكرة التونسية وان يبدأ مسيرته معها بانتصار مهم... لكن هذا لم يمنع ان البعض لا يزال متخوفاً من عقدة المدربين الاجانب. تقدم الفرنسي خطوة خطوة، والتزم الصمت وقاطع الأضواء والصحافة. وكانت زيارته الأولى في سبيل اعداد المنتخب الى مدينة جنوة الإيطالية حيث يلعب حسان القابسي وتوفيق المغربي وبوزيان، ثم انتقل الى اسبانيا ليعاين لاعب ساتندار مهدي النفطي... واشاد كثيراً بسليم بن عاشور الملقب "زيدان الصغير"، وأعلن عن عزمه الاعتماد على خدمات عادل الشاذلي لاعب سوشو الفرنسي، ودافيد الجمالي لاعب بوردو، فأرسل لمن يهمه الأمر اشارة تفيد بأولوية الخارج على الداخل. لم يحضر لومير في هيئة "بونابرت"، ولم يمتط جواداً ولا رفع كتاباً، لكنه فرض منذ اللحظة الاولى، شخصيته وعزمه على خلخلة الأشياء في تونس. دعا الى ايجاد توافق وطني حول المنتخب القومي، ورفض في شدة فكرة العمود الفقري وأولوية ابناء الترجي والنجمة الحمراء، فضم لمباراة اليوم خمسة لاعبين من الملعب التونسي في سابقة هي الأولى في تاريخ تونس، وانتصر لجيل الشباب من سليم بن عاشور الى مهدي النفطي... وأكد ان المقعد في منتخب تونس مثل الحرية يقتنص ولا يمنح، وأن الانتصار على مصر الليلة هو اول خطوة في مسيرة الألف ميل للتتويج بكأس افريقيا عام 2004 في تونس. اما المصريون، فسيعتمد مدربهم محسن صالح على لاعبيه المحترفين في الخارج الى جانب نجوم فريق الزمالك الذي تأهل للدور النهائي من دوري ابطال افريقيا. وفي القاهرة، يستعد المنتخبان الأولمبيان للبلدين لتصفيات افريقيا المؤهلة لنهائيات دورة اثينا الأولمبية عام 2006 وتصفيات الألعاب الافريقية المقبلة. ويعتمد شوقي غريب مدرب مصر على المجموعة التي حققت برونزية كأس العالم للشباب دون 20 عاماً عام 2001 في الارجنتين. غالبيتهم من ناديي الأهلي والاسماعيلي، ومعهما محمد اليماني ومحمد زيدان من ستاندرد لييغ البلجيكي وكوبنهاغن الدنماركي. ويتمتع المنتخب الاولمبي المصري بشعبية كبيرة بفضل الأداء الهجومي المتميز.