تحتضن لشبونة مساء اليوم مباراة دولية ودية تجمع المنتخبين التونسي والبرتغالي في نطاق استعداداتهما للاستحقاقات القارية المقبلة، ويعكس التوجه التونسي للتباري مع المنتخبات الأوروبية بعد لقائه مع المنتخب الفرنسي في آب اغسطس الماضي، إرادة قوية للإفادة من خبرة المنتخبات القوية... وترجمة لذلك الحلم الكبير بالامتياز تنظيمياً في كأس امم افريقيا عام 2004 التي ستحتضنها ديارهم والتتويج كروياً بأول كأس قارية في تاريخهم. ويسعى لاعبو تونس للتألق مجدداً بعد ادائهم الجيد امام بطل العالم السابق، والأهم من ذلك لفت انتباه مدربهم الجديد الفرنسي روجيه لومير الذي استقر نهائياً في تونس بعد إتمام مفاوضاته المالية مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم وحصوله على تعويضات تجاوزت ال500 ألف يورو وتوقيعه عقداً مع تونس يمتد الى عام 2004، قابلاً للتمديد في صورة تحقيق الحلم الكبير. وسيقود المدرب الوطني يوسف الزواوي المنتخب في هذه المباراة بعد ان قاده امام فرنسا، وسيعتمد على خبرته وعلى اللاعبين الأكثر استعداداً في الدوري المحلي والبطولات الأوروبية بدءاً من سليم بن عاشور صانع ألعاب تونس الجديد الى حاتم الطرابلسي لاعب اياكس امستردام الهولندي. وسيكتفي المدرب الفرنسي لومير بمقعد الاحتياطيين والعين الثالثة التي تراقب كل شيء بحذر وتيقظ في رابع مغامرة لمدرب فرنسي مع منتخب تونس بعد اندري جيرار وفاشون وهنري ميشال الذي أُقصي بعد 60 يوماً من الخيبة التونسية في كأس امم افريقيا الأخيرة. وفي الحقيقة ان لومير أظهر حرصاً كبيراً على ايلاء الجزئيات الصغيرة والقاتلة اهتماماً واسعاً في عبوره البوابة التونسية، وهو اقام اسبوعاً كاملاً في مدينة الحمامات السياحية الصيف الماضي، تحدث خلاله مطولاً مع سليم شيبوب "الرجل القوي" ورئيس نادي الترجي، كما أدى زيارة مجاملة لمقر النادي في شارع محمد الخامس في العاصمة التونسية. وأبدى لومير تجاوباً وارتياحاً كبيرين في تعامله مع الصحافيين التوانسة لدى حلوله بمطار تونسقرطاج، وهو يعلم علم اليقين تلك العقدة المستحكمة فيهم من الأجنبي وانحيازهم الى المدرب المحلي والحملات الشعواء التي أسرعت برحيل السابقين من الإيطالي سكوليو الى هنري الثاني الفرنسي. وحرص المدرب الفرنسي الجديد على ان يصطحب في رحلته من باريس الى تونس لاعب باريس سان جرمان الفرنسي المغترب سليم بن عاشور صانع ألعاب تونس والفتى المهاجر الذي لم يتجاوز بعد ال22 عاماً، في إشارة لمن يهمه الأمر بأنه يعتزم إدخال تعديلات جذرية تنهي سيطرة "العواجيز" و"لوبياتهم" في منتخب تونس بعد رحيل الحارس شكري الواعر وبقية لاعبي التسعينات. وهو قال مازحاً لسليم بن عاشور: "هل تحب الترجي فأجاب زيدان الصغير، كما يحلو للتوانسة مناداته، لا"... فأضاف المدرب متذكراً الموسم الذي قضاه مع الترجي التونسي عام 1983 "كانت هناك في تونس روح منافسة قوية بين الافريقي والنجمة الحمراء والنادي الصفاقسي، اليوم ليس هناك سوى الترجي وتلك حقيقة يجب التفاعل معها". وسعى لومير الى تلافي تلك الهفوة القاتلة التي ارتكبها مواطنه هنري ميشال عندما صرح اثر خيبة كأس امم افريقيا الماضية بأن تونس ليست امة كرة قدم، وقال في تواضع شديد "جئت الى تونس للمساهمة في النهضة الكروية التي تشهدها منذ بداية عقد التسعينات". ولم يساهم لومير في تشكيل المنتخب الذي يلعب اليوم، ولكنه اثنى على دعوة علاء يحيى لاعب غانغون الفرنسي، معلناً بذلك أن الترجي والمغتربين وجيل الشباب هم جسره نحو البوابة التونسية والتتويج للكأس القارية، ومستذكراً اول مدرب فرنسي لتونس اندري جيرار الذي حملها الى كأس العرب عام 1963، فهل يكون لومير "العصفور النادر" الذي طالما حلمت به تونس بداية الألفية الثالثة؟