الناصرة "الحياة" أفادت صحيفة "هآرتس" ان مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد فشل في مهمته الأخيرة في المنطقة، وتحديداً في تهدئة المواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين، تمهيداً لتطبيق رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش للحل في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين اعترافهم بفشل الضغوط الأميركية على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تحقيق أهدافها، و"ثني عرفات عن ممارسة الإرهاب". وكتبت ان الانطباع السائد لدى هؤلاء المسؤولين ان الرئيس الفلسطيني واثق من أنه "يسير في درب النصر" وينجح في احداث تغييرات على الموقف الإسرائيلي. ولفتت الصحيفة إلى تعمد إسرائيل الاستخفاف بساترفيلد واستقباله بفتور وانه، خلافاً لزيارة سابقة التقى فيها وزيري الخارجية والدفاع ومدير مكتب الحكومة، تقرر هذه المرة حصر لقاءاته مع "مسؤولين بمستواه". وكتبت الصحيفة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون لا يقيم أي اعتبار لوزارة الخارجية الأميركية ومبعوثيها إلى المنطقة، "فهم بنظره مجموعة من الفضوليين في أحسن الأحوال عديمو التأثير وفي أسوأها مضرون". وأضافت ان مكتب شارون يرى ضرورة التنسيق بين تل أبيب وواشنطن عبر البيت الأبيض مباشرة ومستشارة الأمن القومي فيه كوندوليزا رايس، ملتفاً على السفير الأميركي في تل أبيب دان كيرتزر "الذي لا يثق به شارون كثيراً". وتابعت أن تأكيد ساترفيلد للإسرائيليين الذين التقاهم أنه تلقى تفويضاً من الرئيس بوش لدفع العملية السلمية في الشرق الأوسط وعدم انتظار انتهاء الحرب على العراق، وقعت على اذان صماء تماماً كما طلبه من الإسرائيليين تسريع الافراج عن الأموال المحجوزة للسلطة الفلسطينية. وأشارت إلى أن الموقف الإسرائيلي هذا يأتي على رغم تعديل مسودة "خريطة الطريق" الأميركية على نحو يلبي المطالب الإسرائيلي بإضافة شروط أمنية على السلطة الفلسطينية. وتابعت ان شارون استخف بساترفيلد بعد أن توصل إلى تفاهم مع الإدارة الأميركية يقضي بارجاء البحث في الخريطة إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، أي حتى مطلع الربيع المقبل.