بيروت - "الحياة" في ختام معرض الكتاب العربي والدولي وبدعوة من النادي الثقافي العربي حاضر مدير المكتب الإعلامي الكويتي في بيروت الدكتور عبدالله الشايجي عن دور الكويت في تنمية الثقافة العربية. ورأى الشايجي بداية "ان الحديث عن الكتاب العربي يقودنا حتماً الى الحديث عن واقع الثقافة العربية ماضياً وحاضراً وإلى محاولة استشراف مستقبلها. وإذا قيل قديماً تأكيداً لدور بيروت وبعض العواصم العربية ان القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، فمن الواجب ان يضاف الى تلك المقولة ان الكويت تتبنى الثقافة وتصدرها وترعاها رسمياً وشعبياً". ان الأمر المهم في الكويت هو ذلك التزاوج بين الرخاء المادي والعطاء الثقافي، إذ لم تعد الكويت نفطاً فحسب، ولم يعد الكويتي ذلك الإنسان الذي ينشد الرفاهية فقط ويجري وراء مغرياتها وإنما اثبت على مدى تاريخه انه انسان متابع ونهم للثقافة. ومن هنا فإننا نجد في الكويت ثقافة عربية متجذرة انسحبت على التنمية فيها وانعكست نتاجاً ثقافياً قل نظيره على مستوى الوطن العربي. وتمثلت بعشرات بل بمئات الإصدارات والمطبوعات والأبحاث والتراجم والموسوعات التراثية. واستعرض الشايجي رحلة الكويت مع الثقافة منذ ما قبل انبلاج فجر الاستقلال. ويومذاك برز، الى جانب هموم انشاء الدولة، اهتمام القيمين في الشأن التراثي والثقافي، فكان صدور الأجزاء الأولى من موسوعة "تاج العروس من جواهر القاموس" للسيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي اليمني بإشراف وزارة الإعلام ومن ثم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بلغ مجموعها حتى الآن اربعين جزءاً. وكان ايضاً صدور مجلة العربي عام 1958 برعاية من الدولة ومن كبار المسؤولين الكويتيين فوجد فيها المواطن العربي من المحيط الى الخليج ضالته المنشودة. وقد راعى القيمون على المجلة ان يقدموا المعرفة والثقافة ايضاً لأطفال الأمة، فكانت مجلة العربي الصغير جنباً الى جنب مع المجلة الأم في حرص على تنشئة جيل عربي جديد سلاحه العلم والمعرفة والثقافة المنزهة عن الأهواء. ولعل تجربة العربي شكلت الحافز على إصدار المجلات والكتب المتخصصة، فكانت مجلة "الكويت" ومجلة "الفنون" وكانت سلسلتا "عالم الفكر" و"عالم المعرفة" اللتان شكلتا حجر الزاوية في نشر الإبداع العربي والتجارب الفكرية لجيل من الباحثين. والجدير ذكره ان مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تقدم كل عام جوائز قيمة، كل منها خمسة آلاف دينار. وتناول الشايجي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي ابصر النور عام 1973 على يدي رائد من رواد الثقافة العربية في الكويت الراحل عبدالعزيز حسين. وهو قدم للقارئ على مستوى الوطن العربي سلاسل "عالم الفكر" التي بلغت ثلاثين مجلداً حتى اليوم و"عالم المعرفة" مئتين وستة وثمانين. ونشر المجلس ترجمات لكثير من الكتب والإبداعات الأجنبية وأصدر مجلة "الثقافة العالمية" عام 1981 وأقام الأسابيع الثقافية الكويتية في البلاد العربية وكذلك العربية في الكويت وهو الآن يقيم سنوياً معرضاً للكتاب العربي في الكويت منذ العام 1975 وينظم كذلك منذ العام 1994 "مهرجان القرين" الثقافي الذي بات تظاهرة ثقافية سنوية يشارك فيها جيل من المبدعين الكويتيين والعرب والأجانب.