بغداد، لندن - برلين - واشنطن - "الحياة" يبدأ اليوم فصل جديد في أزمة العراق وعلاقته مع الأممالمتحدة، والمواجهة مع اميركا، اذ يعود المفتشون الى بغداد بعد غياب أربع سنوات، ولكن يقودهم هذه المرة رئيس لجنة "انموفيك" هانس بليكس الذي اعتبر ان الحرب ليست حتمية، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي شدد على انه سيرفض الاكتفاء ب"لا" عراقية سلبية للجزم بعدم امتلاك بغداد اسلحة محظورة. وقبل ساعات من وصول بليكس والبرادعي الى العاصمة العراقية، أثار نائب رئيس الوزراء طارق عزيز أول علامة استفهام حول حق المفتشين في اقتحام أي موقع وفي أي وقت، بينما وجهت لندن تحذيراً الى الرئيس صدام حسين لانتهاز "الفرصة الأخيرة"، معتبرة انه "سيرتكب خطأ حياته" اذا لم يمتثل لشروط قرار مجلس الأمن. راجع ص2 و3 و4 وفي سياق استمرار التحضيرات الاميركية لحرب محتملة على العراق، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" ان السلطات الاميركية باشرت اجراءات رقابة تشمل جميع العراقيين المقيمين في الولاياتالمتحدة لتفادي تهديدات محتملة في حال شن حرب. ونقلت عن مسؤولين اميركيين ان بعض هؤلاء جندوا كمخبرين، في حين تحدث الأمين العام لحلف الاطلسي جورج روبرتسون عن احتمال طلب واشنطن مساعدة من الحلف، اذا قررت اللجوء الى الخيار العسكري مع بغداد. وكشفت مجلة "دير شبيغل" في عددها الصادر اليوم ان واشنطن هددت بسحب قواتها المتمركزة في قواعد المانية ونقلها الى بلد آخر فوراً "إذا لم تحصل على ضمانات باستخدام قواعد المانيا وأجوائها" في الحرب على العراق. ولدى وصوله الى لارنكا امس عشية توجهه والبرادعي الى بغداد، اكد بليكس ان مهمة فرقه "عمليات تفتيش شاملة ومستقلة"، لافتاً الى ان "انموفيك" ستبلغ عن "تعاون أو عدم تعاون" السلطات العراقية، ولكن سيكون "من مسؤولية مجلس الأمن" ان يقرر. وتابع محذراً: "سيكون تحدياً لنا ان نعثر على منشآت تحت الأرض، لكننا نأمل بالحصول على معلومات تقدمها الدول الأعضاء في المجلس، سنبدأ التعاون والحوار مع الحكومة العراقية". وأوضح انه يتوقع لقاء طارق عزيز خلال الزيارة الأولى التي تستمر يومين مستدركاً: "الضغط ليس علينا بل على النظام العراقي". اما البرادعي فشدد على ان التصريحات الأخيرة للمسؤولين في بغداد عن عدم امتالك أسلحة دمار شامل لا تعتبر رداً على مطالب الأممالمتحدة، بل هي "لا سلبية" تتطلب التحقق. تزامن ذلك مع تأكيد نائب رئيس الوزراء العراقي الاستعداد للتعاون مع المفتشين والسماح لهم بالوصول فوراً الى المواقع التي يريدونها، لكنه لمح الى رفض اقتحامهم أي مكان وفي أي وقت، معرباً عن اعتقاده بأن الحرب ما زالت واردة. وتابع في لهجة تحذير: "اذا شنت اميركا وبريطانيا حرباً، ستنعكس نتائج وخيمة عليهما وعلى اصدقائهما في المنطقة". ونقلت صحيفة "لوس انجليس تايمز" عن مصادر في اجهزة الاستخبارات الغربية ان المفتشين سيجدون صعوبة في رصد أسلحة جرثومية تحملها شاحنات وتنقلها في أرجاء العراق. وتابعت ان هذه العملية المحتملة يمكن ان تستخدم شاحنات مختلفة من شاحنة بائع مثلجات صغيرة الى منازل متنقلة، مروراً بمقطورة جرافة. ويمكن هذه الشاحنات نقل مواد جرثومية مثل "الانثراكس" أو جرثومة التسمم الوشيقي التي قد تنتشر الى مئات آلاف الأشخاص.