الناصرة - "الحياة" - يجري وفد إسرائيلي برئاسة الوزير دان مريدور ومشاركة رئيس مجلس الأمن القومي افرايم هليفي محادثات في واشنطن غداً في إطار ما وصف ب"المداولات الاستراتيجية النصف سنوية"، وتركز على "اليوم التالي" للحرب الأميركية المتوقعة على العراق التي ترى الدولة العبرية أنها أكيدة، بصرف النظر عن الموقف العراقي من قرار مجلس الأمن الرقم 1441. وقالت مصادر صحافية إسرائيلية إن الوفد سيبحث مع مضيفيه في انعكاسات الحرب، وسيقدم ورقة تفصيلية عكفت وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي الإسرائيليان على بلورتها في الشهور الأخيرة. وزادت أن الإدارة الأميركية ترغب أيضاً في الاستماع إلى موقف إسرائيل و"اقتراحاتها ومخاوفها". ونقلت عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن تل أبيب مهتمة جداً بالوضع الذي سينشأ في العراق بعد الحرب، وبتأثيراتها على ميزان القوى في الشرق الأوسط وانعكاساتها على الفلسطينيين. وتفترض إسرائيل أن تحقق الحرب الأميركية أهدافها بسرعة وبأقل الخسائر، مستبعدة أن "تغوص" واشنطن في حرب استنزاف. وكتبت صحيفة "هآرتس"، أن الوفد الإسرائيلي سيتناول في مداولاته أربع قضايا رئيسية، أولاها شكل النظام الجديد بعد إطاحة النظام في بغداد، وتوجهه حيال الصراع الإسرائيلي - العربي. وتابعت أن تل أبيب التي تتوقع سقوط نظام الرئيس صدام حسين بسرعة، تستبعد قيام نظام ديموقراطي في العراق، وتعتقد انه سيكون نظاماً اوتوقراطياً موالياً للغرب، و"هذا بحد ذاته انقلاب كبير، علينا ايجاد السبل لاجراء اتصالات معه"، بحسب مصدر سياسي إسرائيلي أكد أن الوفد قد يقترح على الأميركيين تشكيل طاقم عمل مشترك يكون بمثابة "حلقة وصل" بين إسرائيل والجهات العراقية المتوقع تسلمها السلطة. وتتناول المحادثات الأميركية - الإسرائيلية أيضاً الأوضاع على الحدود اللبنانية، إذ تأمل تل أبيب بأن "يكبح" انتصار أميركي عسكري على العراقإيران وسورية لتكفا عن دعم "حزب الله" وأخذ العبرة مما حصل للنظام العراقي". وسيبدي الوفد الإسرائيلي قلقه مما يصفه بمحاولات متوقعة من إيران "لإخفاء برنامجها النووي وسعي سورية إلى التسلح"، لكنه لا يتوقع أن تلجأ الولاياتالمتحدة إلى القوة ضد البلدين "إنما ستمارس فقط ضغوطاً سياسية عليهما". ويبدي الوفد اهتماماً بالغاً بانعكاسات قلب النظام في بغداد على الأردن المستفيد من أسعار مخفضة للنفط العراقي، ويرى أن عودة العراق إلى الحظيرة الدولية قد تضع حداً للفائدة التي يجنيها الأردن الآن من نفط العراق، بالتالي "سيطالب بتعويض المملكة الهاشمية". وتأمل إسرائيل بأن تؤدي ضربة ناجحة للعراق إلى وقف الانتفاضة الفلسطينية. ويستبعد أعضاء الوفد أن يكشف الأميركيون نياتهم لاحياء العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد الانتهاء من الحرب. إلى ذلك، يغادر وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز إلى واشنطن الشهر المقبل لاجراء "محادثات استراتيجية" حول الحرب، ويتوقع أن يطلعه الأميركيون على آخر المستجدات والترتيبات.