رفضت موسكو عرضاً قدّمه الرئيس الشيشاني المنتخب أصلان مسخادوف لاجراء مفاوضات سياسية واعتبرته "شبيهاً ببن لادن"، على رغم إدانته عملية احتجاز الرهائن في موسكو، فيما اعترفت أجهزة الأمن الروسية بهرب 12 من الذين شاركوا في عملية احتجاز الرهائن، وقالت انهم يعدون لعمليات إرهابية جديدة. وكان أعيد طرح الملف الشيشاني خلال اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين أول من أمس، بقرار من الشخصيات الشيشانية، مشيراً الى استعداده للشروع في "عملية سياسية" من دون التفاوض مع مسخادوف. ورأى مراقبون ان الرئيس الروسي رتّب اللقاء ليتم عشية اجتماعه في بروكسيل اليوم الاثنين الى قيادات الاتحاد الأوروبي لمناقشة عدة ملفات أهمها قضية مقاطعة كالينينغراد والمطالبة الأوروبية بحل سلمي في الشيشان. واستقبلت بوتين في بروكسيل تظاهرات طالبت بسحب القوات الروسية من الشيشان ووقف الحرب والشروع في مفاوضات. إدانة مسخادوف ومن جانبه، أبدى مسخادوف للمرة الأولى رأياً واضحاً في حادث احتجاز الرهائن في مسرح موسكو، ودان ما حصل واستنكر العملية ب"غض النظر عن أهدافها والمشاركين فيها". ووصف الحادث بأنه "مأساة" للشعبين الروسي والشيشاني. وقال: "ان الارهاب والعمليات ضد المدنيين ليست أسلوباً معتمداً لدى المقاومة الشيشانية". ونشرت صحيفة "نوفايا غازيتا" مقاطع من قرار وقّعه مسخادوف ونصّ على اقصاء القائد الميداني المعروف شامل باساييف عن كل مناصبه لكونه أعلن مسؤوليته عن الحادث. وردت السلطات الروسية بسرعة، اذ عقد سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد الرئيس الروسي لشؤون الاعلام مؤتمراً صحافياً في بروكسيل، قال فيه ان مسخادوف لم يعد "مرجعاً شرعياً" لمفاوضات سياسية، واتهمه بأنه كان وراء احتجاز الرهائن وقال انه "شبيه ببن لادن". وأعلن فيكتور كاربوخين القائد السابق لجهاز "الف" المكلف عمليات خاصة بينها التصفيات الجسدية ان مسخادوف وباساييف "لن يعمّرا طويلاً". الخاطفون قتلى أم أحياء؟ وكشف امس أحد كبار المسؤولين في وزارة الداخلية ان 12 من اعضاء المجموعة التي استولت على مسرح موسكو ما زالوا طليقين. وقال ألكسندر غوريلوف رئيس مديرية مكافحة الاجرام المنظم انهم مختبئون لكنهم حاولوا تنظيم عمليات ارهابية احبطتها السلطات. وعلى الصعيد الميداني، جرت في الشيشان عمليات عسكرية واسعة النطاق، وذكرت قيادة القوات الروسية ان 20 مسلحاً شيشانياً قتلوا في منطقة نوجاي يورت، فيما حوصرت "مجموعة كبيرة" في موقع قريب من غروزني. وخلال تبادل النيران قُتل خمسة من الشيشانيين واستمرت محاولات القضاء على زهاء 30 مسلحاً. وفي موسكو، أكدت قيادة وزارة الدفاع انها فقدت أمس مروحية اخرى من طراز "اي 24"، ولكنها ذكرت أنها ارتطمت بالأرض واحترقت بسبب "أعطال فنية" وتسنى انقاذ طاقمها.