أبدى الرئيس فلاديمير بوتين استعداده لاجراء اتصالات من اي نوع لحل ازمة الرهائن في أحد مسارح العاصمة الروسية. وكشفت موسكو أنها بدأت محاولات للاتصال بالرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف للتوصل الى حل للأزمة، وعرضت عدم التعرض للخاطفين في حال أطلقوا المحتجزين، فيما اكد موفسار باراييف قائد المجموعة الشيشانية الخاطفة انه يعمل بناء على اوامر مسخادوف. واعلن بوتين ان السلطة على "استعداد لاجراء اتصالات" من اي نوع في شأن ازمة الرهائن، خلال لقاء في الكرملين مع رؤساء الكتل البرلمانية خصص للبحث في مسألة احتجاز الرهائن. ونقلت محطة "ان تي في" التلفزيونية عن بوتين قوله "اننا منفتحون على اجراء اتصالات من اي نوع، وكل اقترحاتي لا تزال قائمة"، في اشارة ربما الى الاستعداد لاجراء اتصالات مع الانفصاليين الشيشانيين. ونقل عن الرئيس الروسي قوله ان "الهدف الوحيد والرئيسي الان هو الحفاظ على حياة الرهائن". راجع ص10 واعلن مراسل صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية مارك فرانشيتي الذي تمكن من الاتصال بزعيم الخاطفين موفسار باراييف ان هذا الأخير أكد انه يعمل بناء على اوامر مسخادوف والقائد الشيشاني العسكري شامل باساييف. وأوضح فرانشيتي الذي تمكن من الدخول الى مبنى المسرح الروسي الليلة قبل الماضية ان "باراييف قال انها عملية مشتركة بين مسخادوف وباساييف، وان المجموعة موجودة هنا بناء على اوامرهما". وأضاف ان لديه انطباعاً بان افراد المجموعة "لا يقررون شيئا من تلقاء انفسهم بل ينتظرون الاوامر من الشيشان". واوضح ان افراد المجموعة "لا ينوون الرحيل مع الرهائن او من دونهم اذا لم تحصل اي تغييرات في الشيشان، وان على بوتين ان يقرر". لكن احمد زاكاييف مستشار مسخادوف اعلن ان "السلطة الرسمية الشيشانية لم تكن على علم" بالاعداد لعملية الاحتجاز. وقال زاكاييف، في مقابلة اجراها معه مكتب اذاعة "فري يوروب" في بلغاريا: "نعلن رسميا انه في ما يتعلق باحداث موسكو، لم تكن السلطة الرسمية الشيشانية اطلاقا على علم مسبق بها". واضاف: "اقول لكم رسميا ان لجنة الدفاع في الشيشان لم تتخذ قرارا لتوسيع العمليات العسكرية الى اراضي العدو". وهدد الخاطفون أمس بالبدء في اعدام الرهائن بدءا من صباح اليوم اذ لم تستجب الحكومة الروسية مطالبهم، باتخاذ قرار بوقف الحرب في الشيشان والبدء بسحب قواتها من الجمهورية. وعلى رغم اتهام مسخادوف بأنه "القائد الفعلي للارهابيين"، قال نائب وزير الداخلية الروسي فلاديمير فاسيلييف ان موسكو قامت بمحاولات للاتصال به من أجل انقاذ حياة الرهائن. واضاف انه لم يتسن ترتيب الاتصال مع الرئيس الشيشاني الا ان موسكو "ستبذل قصارى الجهود لتجري مفاوضات معه أو مع من يمثله". وتداولت الأوساط الروسية سيناريوات عدة لانهاء الازمة من بينها تكرار ما حصل العام 1995 عندما استولت مجموعة بقيادة باساييف على دار ولادة في مدينة بوديونوفسك الروسية. وأجرى باساييف آنذاك مكالمة هاتفية بثّت على الهواء مباشرة مع رئيس الوزراء الروسي فيكتور تشيرنوميردين. وانتهت العملية باطلاق غالبية الرهائن وتوجه باصات تحمل الخاطفين ومعهم صحافيين وشخصيات مدنية الى الأراضي الشيشانية. وكان ذلك أول تمهيد لمفاوضات انتهت بتوقيع معاهدة السلام. الا ان هذا التطور ستكون له مضاعفات سياسية خطيرة قد تؤدي الى اهتزاز موقع بوتين وربما اجراء تغييرات في القيادات العسكرية والأمنية. وكانت لافتة دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو في حديثه الى صحيفة "كوميرسانت" امس الى عدم التفاوض والامتناع عن تقديم أي تنازلات. وفي اطار هذا "الحل" يمكن ان يطلق الغاز على المبنى لتخدير كل الموجودين فيه على ان يبدأ هجوم من الممرات الجانبية غير المحروسة جيداً أو من القبو. ولكن الكسندر جاردتيسكي مسؤول شعبة مكافحة التجسس في جهاز الأمن السوفياتي "كي جي بي" سابقاً حذر من ان هذا السيناريو قد يؤدي الى سقوط اعداد كبيرة من الضحايا سواء بسبب استخدام الغاز الذي قد يقتل الرهائن المرضى، أو بسبب استخدام الاسلحة النارية والمتفجرات. ودرست الاحتمالات في اجتماع عقده الرئيس بوتين مع وزراء السيادة ودعا فيه الى الاستفادة من خبرات أجهزة الأمن الأجنبية في هذا المجال. وكشف وزير الأمن نيكولاي باتروشيف ان رجال أمن من 60 دولة موجودون حالياً في موسكو ويجري التشاور معهم.