أجمعت الصحف الاميركية والبريطانية امس على وصف الاجماع في مجلس الأمن على القرار 1441 بأنه انتصار ساحق لسياسة الرئيس جورج بوش. ولاحظ بعضها ان الاخير انتزع هذا الانتصار ب"مقدار قليل من التضحية" والتنازلات، في حين رأت صحيفة "واشنطن بوست" ان القرار يساعد في "ضمان دعم دولي واسع لأي تحرك عسكري اميركي" ضد العراق. ولاحظت صحيفة "ديلي تلغراف" انه يعطي "ضوءاً اخضر للحلفاء" لنشر قوات، مرجحة ضربة عسكرية آخر شباط فبراير فيما توقعت صحيفة "ذي غارديان" اعلان استنفار آلاف من الجنود البريطانيين خلال اسبوع. واشنطن، لندن - أ ف ب - اعتبرت صحيفتان اميركيتان امس ان الرئيس جورج بوش والديبلوماسية الاميركية حققا انتصارا كبيرا من خلال اعتماد مجلس الامن بالاجماع قراراً يشدد شروط نزع الاسلحة العراقية المحظورة. وجاء في افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز": "انه انتصار مستحق للرئيس بوش ومكافأة لثمانية اسابيع من الجهود الديبلوماسية الاميركية الصبورة والحازمة والصارمة". واشار الى ان "الهدف الاساسي هو نزع اسلحة العراق وتطبيق سلسلة من القرارات الصادرة عن مجلس الامن التي تجاهلتها بغداد باستخفاف". واعتبرت ان "بوش حفز مجلس الامن ليعلن ان اوامره يجب ان تطاع من الآن فصاعداً". واشادت صحيفة "واشنطن بوست" باستراتيجية البيت الابيض للحصول على اجماع الدول الاعضاء في المجلس حول ضرورة نزع اسلحة العراق مشددة على ان التصويت بالاجماع على القرار 1441 هو "انتصار مهم للرئيس بوش في حملته الهادفة لتخليص العالم من اسلحة الدمار الشامل العراقية". واستدركت ان "الاهم هو ان القرار يضع العالم وراء حملة حكومة بوش ويساعد في ضمان دعم دولي واسع لأي تحرك عسكري اميركي". واجمعت الصحف البريطانية امس على ان "انتصارات الولاياتالمتحدة والرئيس بوش" تحققت في مجلس الامن". وكتبت "ذي فايننشال تايمز" ان "المجلس حقق انتصاراً صارخاً لأميركا بالتصويت بالاجماع لاعطاء العراق فرصة اخيرة لنزع اسلحته وإلا واجه تهديداً بالحرب". ورأت ان القرار "يعكس اصرار فرنسا على الحصول على عملية من مرحلتين إذ اعطي مجلس الامن فرصة ليحدد هل انتهك العراق التزاماته"، لكنها "لاحظت ان القرار "لا يلزم الولاياتالمتحدة انتظار صدور قرار ثان قبل ارسال طائراتها الحربية الى العراق". ووصفت "ديلي تلغراف" يمين "الانتصار" بأنه يشكل "نجاحاً لافتاً للولايات المتحدةوبريطانيا اللتين فاوضتا بكثافة منذ منتصف ايلول سبتمبر عندما قال بوش للأمم المتحدة ان عليها التحرك لوقف انتهاكات" عراقية للقرارات الدولية. اما صحيفة "ذي اندبندت" يسار وسط فشددت على ان القرار "توج اسبوعاً رائعاً لبوش مع فوز الجمهوريين بالغالبية في الانتخابات النصفية للكونغرس تبعه اكبر انتصار ديبلوماسي يحققه". واضافت ان بوش توج "رئيسا مهيمنا بلا منازع". صحيفة "ذي غارديان" نبهت الى ان "الضغط يتراكم" على الرئيس صدام حسين الذي اعلنت الولاياتالمتحدة صراحة عزمها على قلب نظام حكمه. وكتبت "ذي تايمز" يمين وسط ان "اللافت هو المقدار القليل من التضحية الذي اضطرت واشنطن لتقديمه ... انه انتصار للديبلوماسية الاميركية عائد في جزء كبير منه الى التصميم المتعنت لادارة بوش". واعتبرت صحيفة "ديلي تلغراف" ان القرار "يعطي ضوءاً اخضر لينتشر الحلفاء ليبرهنوا لصدام حسين ان الكلمات يدعمها تهديد عسكري". وحضت على ابقاء "استخدام القوة" ماثلاً في ذهن بغداد ليبرر نشر القوات "الذي بات مرجحاً تمهيداً لضربة عسكرية اذا اقتضى الأمر في نهاية شباط فبراير". وعبرت "ذي غارديان" عن الاتجاه ذاته وكتبت ان "بريطانيا "على وشك استنفار الآلاف من جنود الاحتياط". واضافت ان الاعلان "سيتزامن على الأرجح مع انتهاء مهلة الايام السبعة التي اعطيت لبغداد" لاعلان موافقتها على القرار 1441. وتابعت ان "الجنرالات البريطانيين وضعوا خططاً للتعبئة يمكن ان تشمل 15 الف جندي". وان العدد قد يرتفع الى عشرين الفاً "مع الاسناد البحري والجوي" في اشارة الى القوات الاميركية والبريطانية الموجودة اصلاً في الخليج.