تدرس دولة الامارات استصلاح مليون فدان في السودان، ضمن برنامج يركز على زراعة محاصيل موسمية ومحاصيل للعلف، مخصصة للتصنيع الغذائي وموجهة الى الأسواق العربية والافريقية. وعلمت "الحياة" أن مبعوثاً خاصاً للرئيس السوداني عمر حسن البشير التقى الأسبوع الماضي وزيرالدولة لشؤون المال والصناعة في دولة الامارات محمد خرباش، حيث بحث الجانبان في المشروع الذي ترغب الامارات في تنفيذه في السودان. وسيُنفذّ المشروع في ولاية نهر النيل، على بعد يراوح بين 80 و100 كلم شمال الخرطوم. وقالت المصادر المشرفة على المشروع انه "سيكون الأكبر في تاريخ السودان"، وان "عدد الوظائف التي سيتم تأسيسها سيتجاوز خمسة آلاف وظيفة في المرحلة الأولى". ويقوم خبراء وزارة الزراعة السودانية باعداد دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع، التي ينتظر أن تنتهي في مدى أربعة شهور. وأبدت السلطات الاماراتية اهتمامها بالمشروع، بعدما تكللت تجربة مشروع "زايد الخير"، وهو مشروع سابق أصغر حجماً ينتج محاصيل موسمية من الذرة الشامية على مساحة 40 ألف فدان، بالنجاح متيحة تحقيق أرباح "أكثر من ممتازة". وحفز نجاح المشروع وخصب الأراضي الزراعية في السودان ووفرة المياه، المسؤولين في دولة الامارات الى التقدم باقتراح، قبل خمسة أسابيع، لتنفيذ مشروع مماثل أوسع حجماً. كما شجع المشروع الذي أقيم في منطقة البطانة، في ولاية الجزيرة شرق الخرطوم، السلطات السودانية على السعي الى تكرار التجربة، نظراً إلى كونه سمح بايصال الخدمات الى المناطق الريفية النائية المجاورة للمشروع، علاوة على توليد آلاف الوظائف فيها. ومن المنتظر أن يستغرق المشروع الجديد الذي لم يُطلق عليه اسم محدد بعد، ثلاثة أعوام. وتهتم السلطات السودانية بهذا المشروع وتقوم بأعمال المسح للمنطقة التي سيُنفذ فيها وهي جميعاً أراضٍ حكومية خصبة تستفيد من المنسوب العالي والثابت لمياه نهر النيل. وسيتم اعتماد المكننة المحورية في ري ال 420 ألف هكتار التي يشملها المشروع التي ستُزرع بمحاصيل موسمية، بالاضافة إلى محاصيل العلف الحيواني. وكان السودان بدأ منذ عام 1993 خططاً متنوعة لتطوير الزراعة التي تستقطب 80 في المئة من الصناعات وأنشطة الأعمال في البلاد. وتبلغ مساحة السودان 5،2 مليون كلم مربع، إلا أن المساحات المروية فيه لا تتجاوز خمسة في المئة فقط، على رغم توافر الموارد المائية بكميات هائلة وخصب الأراضي. ويعاني السودان من صعوبات مماثلة على صعيد استغلال الثروة الحيوانية لديه، إذ يُقدّر انتاجه السنوي من الضأن بتسعة ملايين رأس لا يُصدر منها غير مليونين، ومن البقر بأربعة ملايين رأس يُصدر منها 5،1 مليون، ومن الماعز بمليوني رأس ومن الجمال ب600 ألف رأس، إلا أن صادرات الماعز تبقى ضئيلة في حين لا يُصدر أكثر من 100 ألف من الإبل. وقالت المصادر إن المشروع الجديد يخدم أيضاً رغبة السودان في زيادة صادراته الزراعية والحيوانية، إذ سيُؤمن انتاج زيوت الذرة وعباد الشمس والسمسم، كما سيُسهم في تربية مليون رأس من الضأن و300 ألف رأس من الأبقار. ولم يتم حتى الآن تحديد حصة السودان، ولا حصة دولة الامارات من عائدات المشروع بعد. وعلمت "الحياة" أن "الكلفة التقديرية لمرافق المشروع وتأهيل الأراضي التي تقدمها الحكومة السودانية ستدور في حدود 50 مليون دولار"، وأن "النية متجهة لتحويل جزء من الصادرات إلى دول منظومة كوميسا الافريقية ال19، علاوة على الدول العربية".