فرضت السلطات الأردنية أمس طوقاً عسكرياً حول مدينة معان جنوب استعداداً لعملية أمنية واسعة النطاق، تستهدف القبض على أكثر من عشرين مطلوباً، بينهم أصوليون اسلاميون، وآخرين متهمين بقضايا جنائية. وقال عمر كريشان وهو أحد سكان المدينة ل"الحياة" ان "المئات من قوات الأمن الخاصة المعززة بعشرات المصفحات تجمعت منذ مساء أول من أمس على المداخل الرئيسية للمدينة، تمهيداً للانتشار فيها واعتقال مطلوبين اسلاميين أبرزهم محمد الشلبي الملقب ب"أبو سياف" ومجدي عزامي وعمر عبدالغني، علماً بأن الثلاثة ينتمون الى جماعة سلفية متشددة هي "التكفير والهجرة". وأضاف ان "مجموعة من هذه القوات دخلت المدينة ليل أول من أمس لمدة ساعتين، قبل أن تنسحب مفسحة المجال لوساطات عشائرية يواصلها وجهاء معان لتسليم المطلوبين الثلاثة" من دون عملية أمنية. وأكد مسؤول أمني أردني "عزم الحكومة على فرض القانون في هذه المدينة"، وقال ل"الحياة" ان السلطات "تسعى عبر الحوار مع شيوخ العشائر في المدينة الى تسليم المطلوبين الثلاثة، وآخرين متورطين في قضايا تهريب أسلحة ومخدرات، وفارين من وجه العدالة". وأشار الى أن "المهلة التي جرى الاتفاق عليها مع الشيوخ انتهت مساء الجمعة" وأن "قوات الأمن مصممة على التصدي لكل الخارجين على القانون". وقال المسؤول ان الثلاثة "ارتكبوا اعتداءات عدة ضد رجال الأمن"، موضحاً ان عزامي وعبدالغني ساعدا "أبو سياف" على الهرب من قوات الأمن الشهر الماضي، واطلقا النار على مديرية شرطة معان، وجرحا شرطيين أحدهما ضابط كبير. وأكد ان الاصرار على اعتقال هؤلاء الثلاثة "ليس مرتبطاً على نحو مباشر بحادث اغتيال الديبلوماسي الأميركي" في عمان لورنس فولي في 28 من الشهر الماضي. وكان وزير الداخلية الأردني قفطان المجالي التقى الخميس الماضي عدداً من زعماء العشائر في معان، ودعاهم الى مساعدة السلطات في القاء القبض على المطلوبين. الى ذلك، قال سكان في معان ل"الحياة" ان "أنصار التيار السلفي عقدوا أول من أمس اجتماعاً في المدينة حضره أكثر من 500 شخص، وألقيت خلاله كلمات شددت على رفض المشاركين تسليم المطلوبين الثلاثة". وأكد شهود حضروا الاجتماع ان "عزامي حضّ سكان المدينة على حمايته وشريكيه"، مؤكداً انه "يرفض تسليم نفسه ليحقق معه الاميركيون في قضية لا علاقة له بها".