بيروت - "الحياة" أدى أمس اصرار طلاب "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه العماد ميشال عون على تحدي قرار منع التظاهر الى صدامات مع قوى الأمن لم تتسع دائرتها بسبب التزام القوى المنضوية في "لقاء قرنة شهوان" المعارض قرار منع التظاهر واكتفاء الطلاب التابعين له باعتصامات داخل الجامعات راجع ص 7. وأطلقت في الاعتصام شعارات تشدد على "السيادة والاستقلال" وتنتقد قرار اقفال محطة "ام تي في" التلفزيونية المعارضة. وأدى تظاهر الطلاب العونيين، الذين لا ينضوون في اطار "لقاء قرنة شهوان"، الى مواجهة بينهم وبين القوى الأمنية اللبنانية امام مبنى كلية العلوم التابعة للجامعة اللبنانية في منطقة الفنار في ضاحية بيروت الشمالية، فرشقوا قوى الأمن بالحجارة، بعد ان حاولت منعهم من الخروج من الكلية، ورد رجال الاطفاء بتوجيه خراطيم المياه نحوهم لتفريقهم. ولم يتجاوز عددهم المئة طالب، فيما امتنع طلاب "القوات اللبنانية" و"الوطنيين الأحرار" ومناصرو الرئيس أمين الجميل عن الخروج من حرم الكلية مكتفين بالاعتصام فيها. وأصابت حجارة الطلاب بعض سيارات المارة وأوقفت القوى الأمنية التي دعمتها قوة من الجيش ثلاثة طلاب، ثم أخلت اثنين، من الذين رشقوها بالحجارة. ومنعت قوى الأمن طلاباً من جامعات أخرى في بيروت من الانضمام الى المتظاهرين في الفنار. وأعلن رئيس الحكومة رفيق الحريري ان منع التظاهرة كان بسبب الظروف الداخلية والاقليمية داعياً الى وسائل أخرى للتعبير. وقال: "المعارضة ضرورية جداً... وأتمنى أن نعطي بلدنا فرصة للتنفس حتى يتخطى المرحلة الصعبة التي يمر بها. فلننتهز الفرصة التي أمامنا لتخطي هذه الصعوبات ونضع خلافاتنا جانباً". وصدر عن تيار عون بيان مساء أشار الى ان "العاصمة تحولت امس الى ثكنة عسكرية"، وأكد ان دعوته الى التظاهرات "لكسر مسلسل الانكفاء والتراجع"، مطالباً باطلاق طلاب موقوفين، وذكر أسماء 23 طالباً أوقفوا اثناء توجههم الى منطقة الفنار للتظاهر. الا ان المصادر الأمنية اشارت الى اخلاء معظم الموقوفين.