انتهى تحرك طلاب "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه العماد ميشال عون، المنفي في باريس، ضد الوجود العسكري السوري في لبنان امس، من دون صدامات، بعدما أدت التدابير الأمنية الكثيفة، في ما يشبه حال الطوارئ التي اتخذها الجيش ووزارة الداخلية، الى حصر هذا التحرك داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية التي للتيار وجود قوي فيها ما حال دون اعتصام هؤلاء أمام بعض المراكز السورية القريبة. راجع ص4 وعلى رغم ان تظاهرة طالبية ضمت عناصر التيار العوني في عدد من الجامعات، انطلقت من كلية الآداب القريبة من منطقة الفنار، شرق بيروت، الى كلية الآداب القريبة منها حيث مركز للجيش السوري، فإن حاجزاً كبيراً للجيش اللبناني حال دون وصولهم الى هدفهم. واذ اعتبر طلاب التيار العوني انهم نجحوا في تحركهم، حتى لو لم يستطيعوا الخروج من الجامعات، فإن تحركهم قوبل في بعض المؤسسات التعليمية بتحرك مضاد من طلاب ينتمون الى تنظيمات سياسية اخرى، يسارية واسلامية، احياء لذكرى 14 آذار مارس التي كان الاحتفال فيها يرمز الى مقاومة الاحتلال الاسرائىلي في ذكرى اول اجتياح للجنوب، في مواجهة ذكرى 14 آذار التي اطلق فيها العماد عون "حرب التحرير" ضد الجيش السوري العام 1989 وشارك العونيين في تحركهم "حزب الوطنيين الاحرار" في شكل علني، وطلاب من "القوات اللبنانية" المنحلة. وهتفوا ضد الوجود السوري ووزعوا بيانات تدعو الى انسحاب القوات السورية من امام بعض الكليات والمراكز الرسمية، وتصريحات العماد عون. الا ان بياناً صدر لاحقاً عن "مصلحة الطلاب في القوات" دعا الى التزام توجهات البطريرك الماروني نصرالله صفير بعدم النزول الى الشارع. وتسببت الاجراءات الأمنية الكثيفة التي اتخذها الجيش وقوى الأمن بأزمة سير خانقة عند مداخل العاصمة بيروت خصوصاً الشرقية منها، واعتبرت المصادر الأمنية من جهتها ان تدابيرها حالت دون احتكاك الطلاب مع القوات السورية. ورأى رئىس المجلس النيابي نبيه بري تعليقاً على التحرك، "ان هذا الجو غير مريح ولا يخدم المصلحة العامة"، داعياً الى "مواجهة بوادر التفرقة التي نشهدها بتمتين الوحدة الوطنية". وقال بري ان "بعض الاعلام يذكي التفرقة في لبنان ولا يحب لبنان الحاضر ولا لبنان الماضي ولا المستقبل"، واضاف "ان الاصابع الاسرائيلية تعمل في اكثر من طرف ليس في الساحة هنا وانما ايضاً في الخارج". وقال وزير الاعلام غازي العريضي: "لا شك في ان التدابير الامنية أثارت امتعاض الكثير من الناس، لكن ذلك يجب ألا يحجب النظر عن الدعوات التي اطلقتها قوى معينة في إطار الحملة المسعورة والمبرمجة ضد الوجود السوري". لكن التيار العوني اعتبر ان "البلد مُسك بواسطة المخابرات منذ يوم الاثنين وكم كنا نتمنى لو ان هذا الانتشار الجيش حصل في الجنوب".