"لا نستبعد ابداً ان يأتي اليوم الذي نتحدث فيه عن مدرسة الدوادمي السعودية للفنون التشكيلية كما نتحدث عن مدرسة بول افان الفرنسية". هذا ما قاله السفير الفرنسي في السعودية بعد مشاهدته العديد من لوحات فناني الدوادمي التشكيلية. ومحافظة الدوادمي السعودية التي تبعد عن الرياض نحو 300 كيلومتر فازت على مدار 15 عاماً بالمركز الاول للفنون التشكيلية في السعودية ما يجعلها على حق "عاصمة الفنون التشكيلية في السعودية". وأقام فنانو الدوادمي معرضهم الجماعي التشكيلي السادس في الرياض وافتتحه الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي امين عام هيئة الاستثمار السعودية وحضره جمع غفير من المهتمين بالفنون التشكيلية. ومن بين حضور احتفال الافتتاح برز الدكتور محمد ناهض القويز الذي بذل جهوداً كبيرة لاقامة المعرض ويعمل على تحويل مقولة السفير الفرنسي عن الدوادمي الى واقع ملموس. "الحياة" التقت القويز في حوار عن المعرض والطموح. لماذا تم اختيار شخصية اقتصادية وليست فنية لافتتاح المعرض، هل لايجاد تزاوج بين المال والفن؟ - ابداً... الأمير عبدالله بن فيصل متذوق جيد للفن ومشجع للفنانين ولديه حس فني عال جداً. لماذا الدوادمي هي الاول دائماً في مجال الفنون التشكيلية؟ - احدى النظريات التي تفسر ذلك تقول ان طبيعة البيئة في محافظة الدوادمي تنمي الاحساس بالفن، لأن الارض منبسطة وفجأة ترتفع في تكوينات صخرية عالية ومتوسطة بأشكال مختلفة وهذه الاشكال تنمي لدى الفنان التنوع في البيئة والاشكال، والفنانون في الدوادمي كثيراً ما يخرجون في رحلات خلوية لمشاهدة هذه التكوينات، والسبب الثاني هو مثابرة الفنانين وتشجيع خالد الحميضي مسؤول النشاط الثقافي في نادي الدرع في الدوادمي. يقول السفير الفرنسي: "لا نستبعد ان يأتي يوم نتحدث فيه عن مدرسة الدوادمي التشكيلية" ما تعليقكم على ذلك ؟ - هذه مقولة نرددها دائماً نحن اهل الدوادمي، ويجب ان نحولها الى واقع اكثر من مجرد لوحات ومعارض، يجب ان تتحول الدوادمي الى مدرسة لها مقر ومراسم وصالة معارض تستقبل المعارض المحلية والعربية والدولية، وان تتحول الى ورشة لفن النحت تضم مراسم ومناحت، وهنا نستطيع ان نتحدث عن مدرسة الدوادمي التشكيلية كواقع وليس كمقولة. الواضح ان معظم الفنانين غير متفرغين اليس هذا عبئاً عليهم؟ - صحيح.. اسباب المعاناة كثيرة اولها عدم تفرغهم للفن بشكل كامل، ولو وجدت المنشأة الكاملة في الدوادمي سيصبح العمل الفني مهنة واحترافاً ولاستطعنا رفع الفنانين من الهواية الى الاحتراف. على رغم البيئة الواحدة الا اننا لاحظنا وجود مدارس مختلفة في المعرض؟ - توجد مدارس فنية مختلفة مثل مدرسة ابراهيم النغيثر في الرسم التجريدي ومدرسة علي الطخيس في النحت ومنصور المطيري، هذه كلها مدارس اتمنى ان تتبلور بشكل اكبر في المستقبل. وهنا اود تأكيد ضرورة ان تنهج الجهات المعنية بالفن سواء جمعية الثقافة والفنون أم غيرها من هيئات الرئاسة العامة لرعاية الشباب منهجاً اكثر دعماً للفنانين، ويؤسفني الغياب الكامل لهم في هذا المعرض وعدم وجود اي دعم، وهنا اتساءل لماذا يغيبون عن محفل كهذا، وارجو ان تكون هذه المناسبة سقطت سهواً وان يكون هناك في المستقبل دعم اكثر. نعود الى تنوع المدارس التشكيلية، كيف تراها؟ - هناك تنوع وتطور بين الفنانين التشكيليين فابراهيم النغيثر الذي يرسم الآن بتجريد كانت بدايته واقعية ومع الوقت وجد نفسه اكثر في التجريد، بينما سعود العثمان اجاد في الواقعية واتمنى الا يتركها لاننا نحتاج ايضاً الى مدارس واقعية، ومحمد عبدالكريم منذ بداياته وهو يعمد الى الفن الاسلامي وهذا يناسبه الخزف، اما منصور المطيري فيجمع بين التجريد والواقعية، واعتقد ان الفنان غازي الجعيد يتبلور الآن، ربما، الى شكل جديد، هو فنان مكثر ومتطور ولديه تنوع جيد اذا اردت ان تنظر الى فنان في مرحلة النمو الحالي انظر الى غازي الجعيد تجده يرسم واثناء رسم اللوحة تجد فيه تطويراً، وهو يجيد في الخطوط وكل هذا التنوع يثري الحركة التشكيلية في الدوادمي.