أقبل الشتاء بموسمه الجديد وحلته وحلله، فبدأت تهب النسمات الباردة تكسر حدة الصيف وتعلن رحيله، وبدأ الجو يصبح بارداً، جافاً وقارساً، لا تتحمل قسوته أيدينا وأقدامنا، فتبدأ بالاحمرار والتشقق حتى تعلوها القشور. إن جفاف اليد وتشقق الأصابع أسوأ ما قد نعاني منه خلال موسم الشتاء، خاصة ربات المنازل اللاتي يستعملن الماء والمنظفات لفترة طويلة، فالبشرة تفقد رطوبتها حينما تتعرض لكمية كبيرة من الماء والصابون ما يؤدي إلى إزالة الطبقة الدهنية التي توفر الرطوبة الطبيعية للبشرة، فتصبح البشرة حمراء، خشنة، ومتسلخة وذلك ما يسبب حكة وتهيجا وتعرف هذه الحالة ب «الحكة الشتوية» أو «الجفاف الشتوي». والإصابة بالجفاف الشتوي ليس حكراً على الإفراط في استعمال الماء والمنظفات، فنجد الكبار في العمر أشد معاناة من غيرهم؛ نتيجة لقلة إفراز البشرة للدهون مع تقدم العمر، والنساء أكثر تعرضاً للحكة الشتوية في سن اليأس، نظراً لنقص الهرمونات المحفزة للغدد الدهنية، كما أن إهمال ترطيب البشرة أو ارتداء الملابس الصوفية أو سوء التغذية عوامل أخرى، تزيد من احتمالية تعرض الإنسان للحكة الشتوية، وأكثر مناطق الجلد تأثراً بالجفاف تلك الأجزاء التي تحتوي على الغدد الدهنية كاليدين والقدمين وأعلى الظهر. وقد يرتبط حدوث الجفاف الشتوي بأمراض جلدية وأخرى مزمنة، مثل خمول الغدة الدرقية، أو الإصابة بمرض السكري نتيجة تقلب مستوى السكر في الدم ما يؤثر على التئام الجروح وحدوث الالتهابات، لذلك يتوجب على مرضى السكر العناية بالبشرة في المقام الأول، وقد يكون الجفاف الشتوي نتيجة مرض جلدي كالصدفية، وعلى الرغم من ذلك فإن الجفاف الشتوي لا يعد مشكلة صحية خطيرة في ذاته، غير أنه يسبب الكثير من المضاعفات مثل العدوى البكتيرية، نزيف لشعيرات الدم في طبقة الأدمة، أو الاكزيما المزمنة. إن السبيل الأول للوقاية من الجفاف الشتوي هو ترطيب الجلد، وذلك باستخدام الكريمات المرطبة، ويجب أن نأخذ في عين الاعتبار أنه كلما زادت كثافة الكريم، واحتوائه على مواد دهنية زادت فاعليته، ويعتبر هلام النفط (فازلين) والزيوت المعدنية من اكثر المرطبات فاعلية حيث تمنع فقدان البشرة للماء دون سد المسامات، وللحفاظ على رطوبة الجسم يفضل استخدامها بعد الاستحمام مباشرة أو على بشرة مبللة ورطبة حيث يعمد الكثير من الناس إلى استعمال الكريمات على بشرة جافة ما يقلل من فعالية المرطب وإعطاء النتيجة المرجوة، علاوة على ذلك، إن احتياج البشرة للعناية والترطيب المستمر يزداد في فصل الشتاء، لذلك على الإنسان ألا ينسى استخدام الزيوت المرطبة بعد الاستحمام، والتقليل من استعمال الصابون المعطر ومنتجات التنظيف، وللتقليل من حكة واحمرار الجلد يجب تجنب ارتداء المنسوجات الصوفية الخشنة، ولتأمين رطوبة أكثر للبشرة ينصح باستخدام جهاز الترطيب، وعدم الاستحمام بالماء الساخن الذي قد يزيل طبقة الدهون العازلة للبشرة. * قسم التثقيف الصحي