العين تجدف والعقل يقود والقلب بوصلة قابلة للخطأ. أستقل مركبي لأبحر بين السطور وعادة لاتنتهي الرحلة عند الحد الفاصل بين البحر واليابسة أحياناً أجدني أجدف على اليابسة!! فلا أنا قادرة على التوقف عن التجديف ولا البحر امتد إلى أبعد من ذلك، وأحياناً ينتهي بي البحر على مشارف نهر وتلك أظنها من أجمل الرحلات لايهم لو كانت نهاية البحر بداية للتيه من بحر إلى نهر ومن نهر إلى بحر… لايهم فلست أبحث عن شواطئ ولا أريد الجلوس على أحد صخورها حيث البحر ممتد أمامي يخترق الأفق… ولا أملك سوى النظر!! حيث يوجد كتاب يوجد الرحال والرحلة. المنزل المائل خرجت من باب المنزل مسرعةً إلى الطابق الأعلى، وجلست على السلم حيث ظننت أنه مكان منيع، وأن حناجر من يصرخون في شقتنا سيحول بيني وبينها طابق كامل، ولكن يبدو أن حناجرهم أقوى مما تصورت… وصلت الصرخات إلى أذنيَّ فوضعت إصبعيَّ فيها، خرج جارنا بوضع غير لائق فأغمضت عيني… وضع القمامة على السلم فسددت أنفي… صعد ابنه وسخر من جلستي فوضعت يدي على فمي.. لأعيش بسلام في هذه العمارة يبدو أنني أحتاج لأكثر من يدين وأقل من خمس حواس.. وبينما كنت جالسة أندب حظي العاثر لفتتني لوحة من الفسيفساء عُلِقت أمامي بشكل مائل كانت تصور منزلاً… أَمَلتُ رأسي فرأيت المنزل معتدلاً…اقتربت من اللوحة وأزلت عنها الغبار فرأيت أسفل المنزل حديقة ذهلت.. عشرات الأفكار تصاعدت إلى رأسي.. ابتسمت ابتسامة الظافر وعدت إلى شقتي حيث لم يعد هناك صراخ. ظمأ قتلني الظمأ والماء في الضفة الأخرى ولا سبيل إلى النجاة سوى العبور العبور ممنوع كنت أتساقط ظننت أني انتهيت ولكنه عاد عاد من كان مركبي يضيق به عاد الأمل فرقني بذوراً على الأرض فولدت من رحم الطبيعة شربت النور فارتوت روحي.