اعتبرت أستراليا أن قدرات المتشددين الآسيويين المتصلين بتنظيم "القاعدة" تطورت، وأصبحوا يشكلون تهديدًا متزايدًا. وأكد وزير خارجيتها ألكسندر داونر أن بلاده تعتبر "الجماعة الاسلامية" الاندونيسية منظمة إرهابية. وفي غضون ذلك، اعتقلت الشرطة الاندونيسية ثمانية من أعضاء جبهة أصولية بعد هجوم على ملهى ليلي وقاعة بلياردو في العاصمة جاكرتا الاسبوع الماضي. على صعيد آخر، قررت لندن المدافعة قضائياً عن حقها في اعتقال الاجانب المشتبه في قيامهم بنشاطات إرهابية، من دون محاكمة أو توجيه اتهامات لهم وذلك بعدما طعنت محكمة بهذه الممارسات. كوالالمبور، جاكرتا، لندن - رويترز - قال وزير الخارجية الاسترالي ألكسندر داونر أمس، إن قدرات المتشددين الآسيويين المتصلين بتنظيم "القاعدة" تطورت وأن تطرفهم يشكل تهديدًا متصاعدًا، على رغم أن أعدادهم لم تزدد. وخص داونر بالاسم "الجماعة الاسلامية" في أندونيسيا التي تعمل على نطاق المنطقة كتنظيم له صلات بأسامة بن لادن، لكن الوزير لم يصل إلى حد طلب توجيه الاتهام إلى زعيم الجماعة أبو بكر باعشير، واكتفى بالقول إن الامر عائد إلى الحكومة الاندونيسية لتقويمه. الجماعة الاسلامية والارهاب وقال داونر في مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي أمس: "المنظمة التي نشعر بقلق تجاهها، هي جماعة فضفاضة تسمى الجماعة الاسلامية، وليس لدينا أي شك في أن الجماعة على صلة بشبكة القاعدة، وكانت وراء الهجوم على سفارتنا والسفارتين البريطانية والاميركية في سنغافورة في كانون الاول ديسمبر الماضي، كما تورطت في عدد من النشاطات الارهابية أو خططت لها". وأشار إلى أن أستراليا تعمل بتنسيق وثيق مع أندونيسيا وماليزيا وسنغافورة "لضمان التعامل مع الجماعة الاسلامية باسرع وقت ممكن". وقال إن أندونيسيا متفائلة في إصدار تشريع برلماني ضد الارهاب، كما تتعاون مع جيرانها خصوصًا الفيليبين حيث تم التأكد من مصدر التدبير لتفجير قنبلة الاسبوع الماضي قتل فيه جندي أميركي". وأعرب داونر عن قلقه إزاء نشاطات باعشير الذي اتهم من الدول المجاورة بالتورط في عمليات إرهابية في المنطقة. وقال: "ليس لدينا شك في أن باعشير عنصر مهم في الجماعة الاسلامية وهي منظمة لدينا مشكلات ضخمة معها ونعتقد أنها إرهابية". وكانت مجلة "تايم" الاميركية نقلت الشهر الماضي عن تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ربطه بين باعشير وعمر الفاروق الذي أفيد أنه اعترف بالتخطيط لهجمات على سفارات الولاياتالمتحدة في جنوب شرقي آسيا. مهاجمو الملاهي على صعيد آخر، قال مسؤول أندونيسي أمس، إن الشرطة اعتقلت ثمانية من أعضاء "جبهة المدافعين الاسلاميين" بعد هجوم على ملهى ليلي وقاعة بلياردو في العاصمة جاكرتا الاسبوع الماضي. وقال أندي خير الدين المفتش في الشرطة أن المعتقلين اتهموا بإثارة الشغب بعدما اقتحم 400 من أعضاء الجبهة مسلحين بالعصي، قاعة للبلياردو وملهى ليليًا في غرب جاكرتا يوم الجمعة الماضي. وأضاف: "اعتقل ثمانية مشتبه بهم. وأظهرت أقوال الشهود والادلة أنهم شاركوا في الهجوم". غير أن محامي المعتقلين قال إن "الشرطة أخطأت باعتقال هذه المجموعة. هناك أدلة على أنهم لم يكونوا في مكان الحادث بل كانوا في أماكن أخرى". وقالت الجبهة إن مثل هذه الملاهي ما كان يجب أن تفتح في مناسبة دينية. وكان يوم الجمعة الماضي يوافق ذكرى الاسراء والمعراج. والجماعة واحدة من جماعات صغيرة عدة لكنها مؤثرة. وهي هددت في العام الماضي باستهداف الاميركيين والبريطانيين بسبب الحملة العسكرية على أفغانستان. لندن والمعتقلون الأجانب على صعيد آخر، رفعت الحكومة البريطانية دعوى استئناف لإنقاذ أحد أسس استراتيجيتها لمكافحة الارهاب وهو الحق في اعتقال الاجانب المشتبه في قيامهم بنشاطات إرهابية، من دون محاكمة أو توجيه اتهامات لهم. وجاءت دعوى الحكومة أمام محكمة الاستئناف في أعقاب قرار أصدره ثلاثة قضاة في تموز يوليو الماضي، بأن اعتقال تسعة مشتبه بهم أجانب إلى أجل غير مسمى ومن دون محاكمة أو اتهامات، إجراء غير قانوني ويتسم بالتمييز. وأبلغ المحامي العام اللورد بيتر غولدسميث الذي يمثل الحكومة، المحكمة أمس، أن هذه الاجراءات ضرورية "لحماية حقوق الانسان لملايين آخرين في هذا البلد في هذه الظروف الخاصة جدًا بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر، إنه حق أساسي لدولة ذات سيادة في أن تسيطر في شكل كامل على الظروف التي يوجد فيها شخص ما على أراضيها". واعتبر أن "من حق الدول حماية أمنها القومي وشعبها، باتخاذ إجراءات ضد الاجانب الذين يشكلون خطرًا". وكانت السلطات البريطانية اعتقلت في كانون الاول ديسمبر الماضي 11 أجنبيًا، أطلق اثنان منهم حتى الآن لكن المتبقين الذين لم يكشف عن أسمائهم أو جنسياتهم ما زالوا معتقلين.