تحولت الأنظار أمس الى جاكرتا التي اعلنت توقيف رجل الدين الاندونيسي المسلم أبو بكر باعشير للاشتباه في علاقته بتنظيم "القاعدة" وتورط تنظيمه "الجماعة الإسلامية" في عمليات إرهابية. وجاء توقيفه في وقت كشفت ل"الحياة" مصادر أمنية باكستانية في كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان، ان سبعة أشخاص يُعتقد انهم من قادة حركة "طالبان" الأفغانية بينهم عربي، اعتُقلوا في "عملية فريدة من نوعها" نفّذتها قوة مشتركة من الشرطة والجيش للمرة الأولى في تاريخ هذا الإقليم المجاور لأفغانستان. وأُفيد ان قوة أمنية أميركية كانت موجودة أيضاً في مسرح العملية. وأوضحت المصادر ان العملية جرت في منطقة الستلايت المعروفة وسط كويتا. ورفضت المصادر الحكومية تأكيد الخبر أو نفيه. وعُزي ذلك إلى حرص على انجاح التحالفات الجارية الآن لتشكيل الحكومة المقبلة، خصوصاً ان كل الأحزاب الراغبة في تشكيل الوزارة ستحتاج الى تأييد "مجلس العمل الموحد" الذي شكّله الإسلاميون الرافضون أي تعاون مع القوات الأميركية في ملاحقة "القاعدة" و"طالبان". ونُقل أمس عن زعيم "جمعية علماء الإسلام" الباكستانية في الإقليم مولانا نور محمد تهديده بمنع كل أنواع عمليات الدهم التي تقوم بها قوات الأمن. ومعلوم ان الجمعية التي كانت وما زالت مؤيدة ل"طالبان"، تستعد لتشكيل حكومة الإقليم، مما يُهدد بعرقلة الجهود الباكستانية - الأميركية لملاحقة "طالبان" و"القاعدة". الى ذلك، طلبت الولاياتالمتحدة من كل رعاياها التفكير في مغادرة اندونيسيا فوراً بعد سبعة ايام على الهجوم الذي اوقع حوالى 190 قتيلاً في جزيرة بالي. كما نصحت استراليا مواطنيها بمغادرة اندونيسيا. أما بريطانيا فطلبت من مواطنيها اتخاذ إجراءات احتياطية صارمة وتجنّب الظهور في بعض الأماكن التي يرتادها الغربيون في كل جنوب شرقي آسيا وليس فقط في أندونيسيا. وجاء اعتقال باعشير 64 عاما خلال وجوده في المستشفى في سولو وسط جزيرة جاوا إثر توقيع مرسومين عاجلين لمكافحة الارهاب يتيحان للشرطة اعتقال مشتبه فيهم لشهور من دون محاكمة، وينصان على انزال الاعدام بالمتورطين في جرائم الارهاب. وكان باعشير تخلف عن تلبية استدعاء الشرطة إياه للحضور الى جاكرتا لاستجوابه في قضية تفجير وقع عام 2000، ونقل في شكل مفاجئ أول من امس الى المستشفى. الى ذلك ا ب اتهم وزير الدفاع الاندونيسي ماتوري عبد الجليل الشيخ باعشير بأنه مرتبط ب"القاعدة"، وبأن مساعده رضوان عصام الدين المعروف ب"الحنبلي" وراء كثير من العمليات الإرهابية في البلاد. وزاد ان من المنطقي الافتراض ان "الحنبلي" ساعد في ترتيب انفجار بالي، وان باعشير كان على علم بذلك. و"الحنبلي" مطلوب في أكثر من دولة بتهم إرهابية، ويتردد انه رتّب لقاء في ماليزيا عام 2000 ضم إثنين من الخاطفين الانتحاريين في هجمات 11 أيلول سبتمبر. وقال الناطق باسم الشرطة الاندونيسية الجنرال صالح ساعف ان السلطات أرسلت فريقاً من أطباء الشرطة لمعاينة باعشير ومعرفة هل تسمح صحته بنقله الى جاكرتا. وأضاف: "الشرطة لا تعتقد بأنه مريض ... ربما كان يدّعي المرض".