رأى مراقبون في اختيار مدينة كركوك مكاناً لاستعراض عسكري كبير، شارك فيه أكثر من ثلاثين ألفاً من النساء والرجال من تشكيلات القوات المسلحة العراقية، و"جيش القدس"، رسالة الى الأكراد في الشمال والأتراك معاً، قُصد منها تأكيد تصميم السلطة المركزية في بغداد على الدفاع عن مدينة كركوك ومواجهة أي محاولة لاستغلال الحرب الاميركية المحتملة على العراق. واعتبر الرئيس صدام حسين ان "مهمة" الدفاع عن العراق "شرف لا يمكن التنازل عنه". وقال عزة ابراهيم، الشخص الثاني في القيادة العراقية، ان الاستعراض العسكري "نموذج لجميع مقاتلي العراق"، واعتبر ان المدينة "نموذج يمثل البصرة وميسان وذي قار ونينوى وكل مدن العراق". وزاد ان كركوك "مدينة مسلحة، وجميع الشباب القادرين على حمل السلاح مستعدون للدفاع عنها وعن العراق". وتابع: "لسنا دعاة حرب، ولا نريدها ولا نتمناها، ولكن اذا فرضت علينا سنقاتل قتالاً مجيداً دفاعاً عن المبادئ، وسنكون حريصين على الموت بالمبادئ والقيم ذاتها، اكثر من حرصنا على الحياة". وشاركت في الاستعراض العسكري تنظيمات حزب "البعث" في محافظة التأميم الشمالية، وتشكيلات "جيش القدس"، الى جانب وحدات لنساء مقاتلات. وكان الرئيس صدام حسين عقد اجتماعاً مساء أول من امس ل"درس الاستعدادات الفنية وسبل تطوير وسائل الدفاع الجوي وتعزيز القدرات للدفاع عن العراق". وحضر الاجتماع نجلا الرئيس عدي المشرف على "فدائيي صدام" وقصي المشرف على "الحرس الجمهوري" الى جانب وزير الدفاع الفريق سلطان هاشم أحمد وقيادات الدفاع الجوي وسلاح الصواريخ. وقال صدام: "إننا قادرون على مواجهة أي معتد أياً تكن جنسيته أو لونه أو اسمه ... العراق لم يختر المعركة مع العدو، وانما العدو هو الذي يعد نفسه ليهاجمنا ولينتزع أهدافاً عزيزة علينا، نكون من دونها عبيداً. ولأننا على حق، فنحن قادرون على مواجهته. واذا ظنوا ان العراق ربما يحقق لهم بالضغط والعدوان المباشر والتهديد ما ينوون تحقيقه فهم على وهم كبير. فالعراق باق وله رب يحميه". ورد على الذين يقترحون على بلاده تغيير موقفها ما دامت اميركا تمتلك التفوق العسكري، قائلاً: "يريدون منا ان نستسلم كي يصبح العدو هو الذي يعين من يحكم ويدير العراق، ويصبح العراقيون عبارة عن شركة تابعة له تستلم أوامره وتطبقها. ان العراقيين لم يخلقوا لهذا. العراق يريد ان يحكم نفسه بنفسه، لذلك سيقاتل من اجل ان يبقى عزيزاً، وستحسم المعركة لمصلحة المؤمنين طالما هم معتدى عليهم". وشدد الرئيس العراقي على انه لن يترك البلاد "فريسة الأطماع الاجنبية"، قائلاً ان الدفاع عن استقلال بلاده "شرف لا يمكن التنازل عنه". واضاف ان "الولاياتالمتحدة تكذب عندما تقول ان العراق يملك أسلحة دمار شامل ولا تريد عودة المفتشين خشية افتضاح اكاذيبها". وزاد: "الاميركيون قالوا منذ اسابيع ان على العراق القبول بعودة المفتشين وعندما اتفقنا مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان وكبير المفتشين هانز بليكس قالوا ان المفتشين يجب ألا يعودوا قبل قرار جديد لمجلس الامن".