دعا الرئيس الأميركي جورج بوش العراق مجددا إلى نزع أسلحة الدمار الشامل لتجنب استخدام القوة ضده. وقال إنه في حال رفض النظام العراقي نزع سلاحه، فإن الولاياتالمتحدة ستقود تحالفا للقيام بهذه المهمة وتحرير الشعب العراقي، على حد وصف الرئيس الأميركي. وأضاف بوش في كلمة ألقاها في شيكاغو بولاية إيلينوي على صدام حسين أن يزيل كل أسلحة الدمار الشامل التي في حوزته من أجل السلام ويثبت أنه فعل ذلك. ولو اختار غير ذلك فسوف تقود الولاياتالمتحدة ائتلافا يجمع كل الذين يريدون المشاركة فيه من أجل نزع سلاح النظام العراقي وتحرير الشعب العراقي . وأضاف الرئيس الأميركي علينا أن نواجه نظاما خارجا على القانون في العراق لا يعيش إلا بالعنف والكذب ويتسلح لتهديد العالم المتمدن . وفي بغداد أفاد التلفزيون العراقي مساء الثلاثاء بان الرئيس صدام حسين عقد اجتماعا مع نجليه قصي عضو قيادة حزب البعث الحاكم والمشرف على الحرس الجمهوري وعدي قائد فدائيي صدام ووزير الدفاع سلطان هاشم أحمد ورئيس هيئة الطاقة الذرية فاضل مسلم الجنابي. ونقل التلفزيون عن الرئيس العراقي قوله مخاطبا الحاضرين إنه يثق بهم وبقدراتهم في مواجهة التهديد الذي يواجهه العراق. وأضاف أن العدو يظن أنه سيعجزنا مع طول الزمن لكننا سنعجزه ... ونثبت له أنه يستطيع أن يعتدي لكنه لا يستطيع أن يقهر إرادة الشعوب عندما تصمم على القتال دفاعا عن المبادئ والوطن . وأوضح صدام حسين أن ما سماه العدو لا يستطيع أن يسلب إرادة العراقيين القادرة على الاستمرار والصمود معتبرا أن ذلك هو الأمر الحاسم في المعركة. وأكد أنه ليس هناك بديل مشرف آخر في مواجهتنا مع العدو إلا أن نعجزه ونجعله يعترف بأنه غير قادر على مواجهة الأحرار . وكان الرئيس العراقي قد قال إن سقوط نظام طالبان في أفغانستان يغري الولاياتالمتحدة بشن عدوانها، لكنه حذر من أن العراق بلد غني يملك النفط وله حكومة مستقرة وقوات مسلحة أقوى مما كانت في حرب الخليج عام 1991. وأضاف أثناء استقباله عددا من كبار قادة الجيش ان نظام طالبان لم يسقط في حقيقة الأمر وبالأساس لم يكن نظام دولة بل مجموعة طلاب كما تدل على ذلك تسميتهم . وتحدث الرئيس العراقي عن مجلس الأمن واصفا إياه بأنه ليس إلا غطاء للعدو . كما هاجم لليوم الثاني على التوالي فرق التفتيش واتهمها بأنها تقوم بأعمال استخباراتية سوقية من دون أن تدفع ثمنا مباشرا . من جهة ثانية شارك آلاف المتطوعين بجيش القدس في عرض عسكري في مدينة بعقوبة قرب بغداد للتعبير عن استعدادهم للتصدي لهجوم أميركي محتمل على العراق. وسار المتطوعون رجالا ونساء مسلحين برشاشات كلاشينكوف على مدى ساعات عدة في حضور عزة إبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وضباط كبار في الجيش العراقي. الحشود العسكرية على صعيد آخر أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز أن إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى منطقة الخليج سيتواصل لتأمين أوسع هامش تحرك ممكن للرئيس جورج بوش. وقال مايرز في مؤتمر صحفي عقده بالبنتاغون الثلاثاء إن البيت الأبيض لم يتخذ أي قرار بعد حول العراق لكن الجيش الأميركي مستعد للرد على أي تهديد. وتجنب إعطاء أي رقم حول عدد القوات حاليا في المنطقة. ويرى محللون عسكريون أن القسم الأكبر من القوات الأميركية المتوجهة حاليا إلى الخليج سيكون في وضع يمكنه من العمل قبل بداية فبراير المقبل مشيرين إلى أن الظروف الجوية تصبح بعد هذا التاريخ مواتية لهجوم محتمل على العراق إذا أصدر الرئيس بوش أوامره باستخدام القوة. طلب دول عدم الانحياز من جهة ثانية طالبت حركة عدم الانحياز بأن يعرض التقرير حول عمليات فرق التفتيش بالعراق يوم 27 يناير الحالي أمام مجلس الأمن في جلسة علنية وليست مغلقة. وقال سفير جنوب أفريقيا دوميسني كومالو منسق الحركة في رسالة تم نشرها الثلاثاء إن الجلسة العلنية ستعطي بقية أعضاء الأممالمتحدة إمكانية المشاركة بصورة مباشرة عند تقديم هذا التقرير الهام. وطبقا لقرار مجلس الأمن رقم 1441 سيتولى هانز بليكس ومحمد البرادعي رئيسا مفتشي الأممالمتحدة الذين يقومون بعمليات التفتيش إبلاغ المجلس في هذا التاريخ بنتائج الشهرين الأولين من عمليات التفتيش الميدانية. وأشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أن هذا الطلب -الذي تم توجيهه إلى رئيس مجلس الأمن الحالي السفير الفرنسي جون مارك دو لا سابليير- ستتم مناقشته بجلسة مغلقة بعد 9 يناير الجاري، إلا أن دبلوماسيا من أحد أعضاء مجلس الأمن أكد معارضته التامة لأن يتم الاستماع إلى رئيسي المفتشين في جلسة علنية.